الذكرى الرابعة لاغتياله: ما يجب أن تعرفه عن الشهيد محمد الزواري
من هو محمد الزواري؟
محمد الزواري هو مهندس طيران ومخترع تونسي ولد سنة 1967 في ولاية صفاقس، درس الهندسة وعاش سنوات طويلة منفيا بين عدة دول عربية.
اعتُقِل الزواري زمن حكم الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي بعد الأحداث التي ارتكبتها السلطات الأمنية يوم 8 ماي 1991 في عدة جامعات تونسية، وكانت تتويجا لحملة أمنية على "الاتحاد العام التونسي للطلبة" بدأت بصدور قرار تجميد أنشطته يوم 29 مارس 1991
وبعد الإفراج عنه غادر تونس فتنقل بين ليبيا التي أقام فيها مدة قصيرة والسودان وسوريا حيث استقر وتزوج بسيدة سورية عام 2008، وعمل هناك قرابة عشرين عاما قبل أن يعود إلى تونس.
وأثناء إقامته في سوريا ربط الزواري علاقات مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فكان مقربا منها، وتعاون مع جناحها العسكري كتائب عز الدين القسام التي استفادت من مهاراته العلمية في تنفيذ مشروعها لتأسيس وتطوير طائرات مسيرة دون طيار.
بعد عودته إلى تونس
بعد عودة الزواري من المنفى إلى تونس عام 2011 سجل للدكتوراه في المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وكان يعد رسالة تخرجه حول اختراع غواصة تعمل بنظام التحكم عن بعد، وقد كانت رسالة تخرجه في مرحلة ما قبل الدكتوراه عن صناعة الطائرات دون طيار.
واشتغل مديرا فنيا في إحدى شركات الهندسة الميكانيكية، وأستاذا جامعيا في المدرسة الوطنية للمهندسين، كما أسس وترأس "نادي الطيران النموذجي بصفاقس" الذي يدرب الشباب التونسي على تصنيع الطائرات من دون طيار، وفيه صنع الزواري طائرة دون طيار عام 2015 وجربها بمنطقة سيدي منصور وكان أيضا عضوا في "نادي علوم وقيادة".
اغتيال محمد الزواري
تعرّض المهندس محمد الزواري، يوم 15 ديسمبر 2016 إلى الاغتيال وهو في سيارته أمام منزله في طريق العين بصفاقس بواسطة 20 رصاصة من مسدسين كاتمين للصوت فاستقرت ثماني رصاصات في جسده خمس منها في جمجمته.
وإثر إعلان اغتياله نعت كتائب القسام الفلسطينية في بلاغ أصدرته 17 ديسمبر 2016 مؤكدة أن الزواري التحق بصفوفها وعمل فيها قبل عشر سنوات، وأنه كان "أحد القادة الذين أشرفوا على مشروع طائرات الأبابيل القسامية" التي كان لها دور في حرب 'العصف المأكول' مع الكيان الصهيوني عام 2014.
واتهمت القسام ما يسمى بدولة إسرائيل بالوقوف وراء اغتيال "الشهيد المهندس القائد محمد الزواري"، ولمّحت إلى إمكانية الرد على هذه العملية لأنها "اعتداء على المقاومة الفلسطينية وعليها". وتعد هذه المرة الأولى التي يصدر فيها بيان من القسام يتبنى موهبة وخبرة عربية من غير الجنسية الفلسطينية.
وبدورها أكدت وسائل إعلام صهيونية دور الزواري في تطوير القدرات العسكرية لحماس، فقد ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية وموقع "واللا" العبري أنه شارك في معسكرات الحركة بكل من سوريا ولبنان وكان كثير التردد على تركيا.
وأضافت أنه زار قطاع غزة المحتل ثلاث مرات عبر الأنفاق فقدم للمقاومة الفلسطينية معلومات مهمة وأشرف على تطوير برنامج القسام العسكري، ولا سيما مشروع "طائرات أبابيل" حيث برزت قدراته الهندسية ونبوغه التكنولوجي.
كاتب المقال La rédaction