اللقاح الجديد ضد الكورونا أسئلة تترقب أجوبة في الطب والاقتصاد
واحتل الاكتشاف صدارة الأحداث العالمية كيف لا وهو يبشر بقرب انفراج الأوضاع في العالم بعد ان تصاعد عدد المتوفين بالفيروس الملعون.
رغم هذا الجانب المضيء إلى أن مناطق ظل تتعلق بهذا الاكتشاف تترقب بعض الإجابات ولم يقع تناول البعض الأخر رغم أن التجربة شملت 43 الف و500 شخص إلا أن مدتها قصيرة ولم تتجاوز بضعة أسابيع وهي مدة غير كافية لتأكيد نجاعة اللقاح وهذا في حد ذاته يجعل الإجابة على عدد من الأسئلة مهمة صعبة للغاية هل يحمي اللقاح من الإصابات الخطيرة وهل يحمي من الموت بالإصابة ام انه يحمي من الإصابات الخفيفة فقط.
يتمتع أكثر الذين شفيوا من الإصابة بفيروس الكورونا بمناعة ذاتية تمتد ما بين 4 و6 أشهر فهل أن اللقاح الجديد يغطى نفس المدة أم أكثر وهل سنكون مجبرين على إعادة التلقيح كل ستة أشهر رغم أن الشركتين أعلنتا عدم وجود تأثيرات سلبية للقاح على الإنسان الا ان المختصين يتساءلون هل هناك تأثيرات جانبية له وان وجدت ماهي انعكاساتها على جهاز المناعة للشخص ومتى يمكن أن تظهر.
وفي المقابل اثبتت التجارب ان اللقاح هو مركب molecule غير مستقر ويستوجب نقله وتخزينه ظروفا خاصة جدا منها درجة حرارة منخفضة جدا 72 درجة مأوية تحت الصفر وهذا ما يتطلب برّادات مرتفعة الثمن لا تتوفر لدى الأطباء والصيادلة وحتى في المؤسسات الاستشفائية ليس في البلدان الفقيرة بل وحتى في البلدان المتقدمة .
هذا على المستوى الطبي وقبل أن نمر إلى الانعكاسات الاقتصادية اللقاح الجديد وجب التنصيص على ان الإعلان على هذا الإنجاز جاء عبر بلاغ صحفي عن شركة Pfizer وليس كما جرت به العادة عبر دراسة علمية طبية تتم مناقشتها من قبل الخبراء والأطباء في مؤتمر طبي علمي ليؤكدوا صحة ما جاء في الإعلان وهذا ما يضفي الصبغة التجارية للاكتشاف.
المال عصب الحرب
منذ الإعلان على هذا الاكتشاف تمكنت شركة Pfizer من بيع أسهم للشركة بما قيمته 5 فاصل 6 مليون دولار وتحسن بالتالي موقعها في البورصة كيف لا وهي المقبلة على تحقيق مرابيح خيالية مستقبلا عند تصنيع اللقاح على مستوى واسع قد يصل في مرحلة أولى الى مليار و300 مليون جرعة.
كما ان الشركتين Pfizer et BioNtech ستعقدان اتفاقية شراكة بينها بموجبها، ستقوم شركة Pfizer بدفع 185 مليون دولار مقدمًا إلى BioNTech ، بما في ذلك دفعة نقدية قدرها 72 مليون دولار واستثمار في رأس المال بقيمة 113 مليون دولار. وقد تتلقى BioNTech لاحقًا مساهمات بارزة تصل إلى 563 مليون دولار ، بمبلغ إجمالي محتمل قدره 748 مليون دولار.
وستتقاسم شركتا Pfizer و BioNTech تكاليف التطوير بالتساوي.
وفي البداية، ستمول شركة Pfizer مائة بالمائة من تكاليف التطوير ،على ان تقوم شركة BioNTech بسداد حصتها ،أي 50٪ من هذه التكاليف ، لشركة Pfizer أثناء طرح اللقاح في السوق
ورغم كل هذا فان الامل مازال قائما بإمكانية التغلب على الفيروس فعديد العلماء في العالم يجتهدون علميا للبحث عن لقاح سيخلص العالم من هذا الفيروس لكن يبقى التساءل المشروع ماهو حظ الفقراء بلدانا واشخاصا من هذه الاكتشافات.
حافظ الهنتاتي
