الشابي: "أرقام هيئة الانتخابات تدل على يأس لدى عامة الناس من الحياة السياسية"
واعتبر الشابي في تدوينة له على الفيسبوك، الثلاثاء 8 أكتوبر 2024، أن النتائج هي "مبايعة شبه مطلقة للرئيس المنتهية ولايته من قبل الأقلية المشاركة في الاقتراع"، على حد تعبيره، قائلا "لم تكن هذه التوقعات من باب التنبؤ او الرجم بالغيب، وانما نتيجة قراءة هادئة ومتأنية للواقع".
واعتبر أن "الأرقام تدل على يأس لدى عامة الناس من الحياة السياسية وانشغال عنها بهمومهم الاقتصادية والاجتماعية".
ورأى الشابي في سياق متصل، أن هناك "انعدام أدنى شروط المنافسة النزيهة بعد ان جرفت السلطة كافة الحقوق والحريات وزجت بقيادات الرأي من سياسيين واعلاميين في السجن وذهبت الى ابعد مما كان يتصور فلاحقت المترشحين وزجت ببعضهم في السجن مع حرمانهم من حق الترشح مدى الحياة وضربت عرض الحائط بقرارات المحكمة الإدارية التي اذنت بقبول بعض الترشحات وفي خطوة بهلوانية قام البرلمان بمراجعة القانون الانتخابي وفقا لإجراءات استعجال النظر لتجريد المحكمة الإدارية من اختصاصها كقاض لمراقبة الانتخابات" وفق نص التدوينة.
وتابع أنه "رغم كل ذلك اختارت المعارضة، عدا بعض الاصوات، عدم مقاطعة الانتخابات وحولت المعركة من معركة سياسية رهانها التداول على السلطة وشرعية الحكم الى معركة حقوقية خلفية لإسناد المحكمة الإدارية او التضامن مع بعض المترشحين، معتبرة ان المقاطعة موقف سلبي لا يعبئ الناس والحال ان هذه (المقاطعة) لا تنفي المعركة الحقوقية بل تنطوي عليها ولكن من موقع سياسي جريء ومتقدم، لا من موقع خلفي ومتخف وراء الحركة الحقوقية" على حد تقديره.
وتباع القول ، "اليوم وبعد ان أسدل الستار عن هذه المسرحية يجد التونسيون أنفسهم امام حقائق مرة: لم تكن هذه الانتخابات بالمرة فرصة للتغيير ويبقى التغيير رهين انخراط المواطنين في المطالبة به ورهين قيام قطب سياسي بديل وموحد، اما عامل الوقت (خمس سنوات او اكثر او اقل) فلا تتحكم فيه القوى السياسية الا بقدر اسهامها في انضاج ظروف التغير بالعمل الموحد والتضحية".