لطفي زيتون : الاسلام السياسي عامل انقسام و هناك أحزاب سرقت الثورة
وتابع زيتون: "في رأيي، وبحسب خلاصاتي الشخصية، فإن الإسلام السياسي في السنوات الأخيرة قبل الربيع العربي تحول إلى عامل تفرقة وانقسام في المجتمعات وفي بعض المناطق الساخنة التي كادت تتحول إلى حروب أهلية".
ومضى زيتون في تعليقه على الصعوبات التي يواجهها الإسلام السياسي، قائلا: "لقد تبين أن الإيديولوجيا ليست صالحة للبناء، هذا كان (مضمون) حوار داخلي يجري داخل النهضة، بعد سنة من الانتخابات (2019) وزعنا فيها وعودا بسخاء على الناس والآن نحن ننسحب ونعترف أننا غير قادرين على الحكم".
'أحزاب سرقت الثورة '
وأضاف أن حركة النهضة مطالبة بأن تتحول إلى حزب وطني ذي هوية تونسية خالصة، أو أن يكون حزبا محافظا، يمثل انعكاسا للمجتمع التونسي، أسوة بالأحزاب المحافظة في جنوب أوروبا .
وشدد على ضرورة أن تكون الرابطة الوطنية هي المعيار الأول للحزب وأن يؤمن بالجمهورية والحريات العامة والشخصية، ولا يدخل البلاد في سياسة المحاور لا على أساس إيديولوجي أو جغرافي ويقدم الحلول لمشاكل المواطنين ويقترب منهم".
وفي تقييمه لمسار الثورة قال زيتون ان الحصيلة حتى اليوم جاءت عكس المسار الطبيعي للثورات ...مشيرا الى أن هناك أحزاب سرقت الثورة وحولت وجهتها من ثورة اجتماعية اقتصادية تبحث عن العدل، إلى ثورة انتقال سياسي يبحث عن وضع نظام جديد ويعجز عن تقديم الحلول والبرامج لعامة الشعب" مستدركا أن "دور الأحزاب لم ينته ولكن دور الأحزاب الايديولوجية انتهى وجاء وقت الأحزاب البراجماتة والبرامجية".
'أكبر مظاهر الفشل التي رافقت الانتقال السياسي'
وفي تقدير المستشار السابق للغنوشي، فإن أكبر مظاهر الفشل التي رافقت الانتقال السياسي هي التأخر في وضع محكمة دستورية منذ ست سنوات وتفتيت السلطة والصراع بين رأسي السلطة التنفيذية (الرئيس ورئيس الحكومة).
ويوضح زيتون هذا الرأي قائلا:"المشكل في بنية النظام السياسي، فهو قائم على تفتيت الدولة، وهذا يفسر أن صياغة الدستور كانت من قبل معارضين كان هاجسهم الأول التصدي للاستبداد، فبدلا من وضع ضمانات لمنع الاستبداد وقع تفتيت السلطة، والدستور هو من بين الأضعف في توفير ضمانات عدم الجور".
وبدلا من ذلك، يقترح زيتون بأن يتم وضع نظام سياسي متناسق يختاره الشعب ثم يفصله خبراء القانون، لكنه استدرك بالقول:"يحتاج هذا لإصلاح دستوري ، لكن هل ممكن فعل ذلك في ظل التمزق وغياب محكمة دستورية؟".
( المصدر :وكالة الأنباء الألمانية)