مدارس الفرصة الثانية هل تكون الحل لمعضلة 100 ألف تلميذ المنقطعين سنويا عن التعليم
ولاحتضان هؤلاء الأطفال تم التفكير منذ سنة 2015 في بعث مدرسة الفرصة الثانية و في هذا الاطار صدر بالعدد الأخير للرائد الرسمي المنشور بتاريخ 19 جانفي 2021، الأمر الحكومي عدد 57 لسنة 2021 المتعلق بإحداث "مدرسة الفرصة الثانية"
وينص الفصل 3 من هذا الأمر على ان تكلف هذه المؤسسة في إطار مهامها بالتنسيق مع المندوبيات الجهوية للتربية قصد استقبال الأطفال المنقطعين عن الدراسة وتوجيههم وتأهيلهم ومرافقتهم والإحاطة بهم، وتعهد هذه المهام إلى الإطارات التربوية التابعة لوزارة التربية أو للمكوّنين الراجعين بالنظر للوزارة المكلفة بالتكوين المهني أو الإطارات التربوية التابعة لبقية الوزارات.
التكوين بين شهر واحد و9 أشهر
ستتراوح فترة التأهيل والتكوين بمدرسة الفرصة الثانية الخاصة بتأهيل التلاميذ المنقطعين عن الدراسة، بين شهر واحد وتسعة أشهر، حسب ما جاء في هذا الأمر الحكومي
وتسعى "مدرسة الفرصة الثانية" وهي مؤسسة عمومية تخضع لإشراف وزارة التربية و مقرها تونس العاصمة ، إلى تمكين هذه الفئة من الأطفال من مواصلة الدراسة بالمؤسسات التربوية التابعة لوزارة التربية أو الالتحاق بمنظومة التكوين المهني أو الإعداد للاندماج بسوق الشغل والحياة النشيطة.
كما تعمل هذه المدرسة على توفير برامج للتربية والتأهيل والتكوين تتضمن تقديم أنشطة وخدمات تربوية واجتماعية وتثقيفية ورياضية وتقديم خدمات تعليمية في اللغات والعلوم وتكنولوجيات الاتصال وتنمية المهارات الحياتية لتحسين المكتسبات المعرفية لفائدة المنقطعين عن التعليم بين 12 و18 سنة..
وقد تم تدشين مقر مدرسة الفرصة الثانية بباب الخضراء بتونس العاصمة لتستقطب حوالي 1000 تلميذ، خلال شهر نوفمبر الماضي في انتظار 3 مشاريع مماثلة من بينها مدرسة الفرصة الثانية في ولاية قابس المبرمج اطلاقها بحلول العام الدراسي المقبل 2021-2022 والتي ستشرف عليها الوكالة التونسية للتكوين المهني، على أن تشرف وزارة الشؤون الاجتماعية بدورها على مشروع مماثل في نفس السنة
فريق متنوع للتأطير
يضم الاطار التربوي بمدرسة الفرصة الثانية ، عددا من الأساتذة ومكونين في التكوين المهني ومؤطرين في الشؤون الاجتماعية، ويدرس التلاميذ عدة مواد تهم إعداد المشروع المهني والإعلامية والرياضيات فضلا عن اكتساب المهارات.
وينقسم التلاميذ بالمدرسة الى فوجين، يضم الفوج الأول المنقطعين الذين تترواح أعمارهم بين 12 و14 سنة وينتفعون ببرنامج خصوصي للتدريس يمكنهم من العودة مجددا الى مقاعد الدراسة بمدارسهم في حين يضم الفوج الثاني التلاميذ من الفئة العمرية من 16 الى 18 سنة وينتفعون ببرنامج تدريسي يهدف الى تكوينهم من أجل دعم فرصهم في الادماج المهني. تنفيذا لقانون 28 فيفري 2017 المتعلّق بإجباريّة الالتحاق بمؤسسات التكوين المهني بالنسبة للشبان المنقطعين عن الدراسة في هذه السن ، ولا يمكن لذه المدارس أن تأخذ مكان قطاع التكوين والتدريب المهني بل تبقى جزءا منه مع إحكام التنسيق بينهما ونظرا للترابط بين قطاعي التعليم والتكوين.
وقد تم إقرار نظام تدريس خاص يشمل تخصيص مدة اسبوعين للدراسة على أن يقع تخصيص الأسبوعين المواليين الى التربص بإحدى المؤسسات الخاصة
دعم دولي للمشروع
مشروع مدرسة الفرصة الثانية تم إطلاقه بالشراكة مع سفارة بريطانيا بتونس ومنظمة اليونيسف وكل من وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الشباب والرياضة والإدماج المهني وقد تعاقب في الإشراف على متابعته وانجازه عدة وزراء من ذلك وزير التربية السابق حاتم بن سالم الذي وقع اتفاقية شراكة مع وزارة الشؤون الاجتماعية والسفارة البريطانية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” بتونس لتمويل مشروع “مدرسة الفرصة الثانية” ، بقيمة نحو 16.5 مليون دينار والذي يتضمن كذلك إعادة فتح عدد من المدارس من جديد بعد ترميمها بولايات جندوبة وتونس الكبرى وولايات أخرى، لتوفير كل الإمكانات التدريسية والمهنية والترفيهية وأقسام لغات وإعلامية ومركب ثقافي ورياضي ومطعم المدرسي مع تقديم الإحاطة النفسية للتلاميذ، بغاية إعادة بناء الثقة من جديد بين المدرسة والتلميذ واحتوائه قدر المستطاع وتحفيزه على الإقبال على الدراسة.
وكان وزير التربية السابق ناجي جلول، أعلن عن قرار فتح مؤسسات تعليم الفرصة الثانية منذ 2015 على أساس إطلاقها مع مطلع 2018 ولم ينفذ البرنامج الا بعد الحصول على الدعم المالي البريطاني .
تمس ظاهرة الانقطاع المدرسي الذكور أكثر من الإناث كما ينتمي أكثر المنقطعين عن الدراسة الى العائلات المعوزة وأكثر نسبة في الانقطاع تكون في مستوى السنة السابعة أساسي فهل أخذت كل هذه المعطيات السيوسيولوجة والجهوية بعين الاعتبار حتى تكون برامج التكوين موجهة ام ان مشروع مدرسة الفرصة الثانية سيكون مثل بقية برامج التكوين المهني غير ذي جدوى .فقد كان من الأجدر إلحاق التكوين المهني بوزارة التربية حتى يتحقق الترابط المفقود بين التعليم والتكوين