رئيس الجمهورية : الأولوية المطلقة يجب أن تُمنح لتحقيق العدالة الاجتماعية

وتمّ خلال هذا اللقاء استعراض عدد من مشاريع القوانين والأوامر.
وشدّد رئيس الدّولة على أنّ الشّعب التونسي حين انتفض وثار طالب بالكرامة على مستوى الوطن كلّه، ولكن قوى الردّة منذ مساء يوم الرابع عشر من جانفي 2011 حوّلت هذا المطلب الوطني الجماعي إلى مطالب قطاعية، في حين طالب الشعب بإسقاط النظام، كان الجواب غداة هذا اليوم إضافة بضع عشرات الدينارات لإخماد لهيب الثورة من القوى المعادية لها.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أنّ الحلّ لا يمكن إلاّ أن يكون جماعيا وطنيا، فبالحلول الجماعية وحدها تواجه الشعوب كلّ أنواع الصّعاب والتحدّيات وهو ما يتمّ العمل من أجل تحقيقه خاصّة وأنّ الشّعب التونسي أبرز في كلّ المناسبات وعيا عميقا سواء في مواجهة الاستعمار وعملائه أو في مواجهة أذنابه اليوم ممّن خرّبوا عديد المرافق العمومية وحاولوا تفتيت البلاد ويتظاهرون بأنّهم ضحايا ويتقلبون على فراش البؤس واليأس لأنّ السلطة بالنسبة إليهم غنيمة هذا فضلا عمّن يتلوّنون كلّ يوم بلون لأنّ المناصب لا الوطن المفدّى هي التي تعنيهم.
وأوضح رئيس الدّولة أنّ المرتبة الأولى في سلّم الأولويات هي تحقيق العدالة الاجتماعية لا بالنّصوص بل في الواقع الملموس وعبقرية الشعب التونسي، لا حدود لها في استنباط الحلول الجذريّة لإنقاذ ضحايا طالت بطالتهم، وآن الأوان ليعيشوا حياة كريمة يخلقون الثروة ويتمتّعون بثمارها ويعيشون أحرارا مكرّمين مرفوعي الرؤوس وهم السدّ المنيع أمام معاول الهدم ومن تهزّهم أضغاث أحلامهم إلى العودة إلى الوراء وارتموا في أحضان اللوبيّات في الداخل والخارج على السواء.
وجدّد رئيس الجمهورية تأكيده على أنّ الشعب في الانتظار وعلى كلّ مسؤول أن يبذل قصارى جهده في تذليل كلّ الصعوبات بل عليه أن يكون مثالا في التضحية والعطاء والفداء، أمّا من اختار طريقا أخرى فلا مكان له في سائر أجهزة الدّولة. فالدّولة بكلّ مؤسساتها وبسائر تشريعاتها وبجميع القائمين على تنفيذها هي في خدمة الشّعب. وتونس لها من الكفاءات الشابّة المُفعمة بالوطنية القادرة على حمل المشعل مكان الذين أرادوا إطفاء نوره وستعمّ أنوار العدل والحرية والكرامة الوطنية كلّ مكان في هذا الوطن العزيز.