فيروس كورونا : شهادة مريض
الأربعاء 16 سبتمبر 2020 , أمين (اسم مستعار) 27 سنة انتابه الشك حول اصابته بفيروس كورونا خاصة بعد أن علم أن زميله في العمل مصاب منذ 9 أيام بالفيروس ، ليتحول في نفس اليوم إلى المستشفى الجامعي الهادي شاكر بصفاقس وطلب من المشرفين على المستشفى إجراء تحليل مخبري له إلا أن طلبه جوبه بالرفض ودعوه إلى الاتصال بالإدارة الجهوية للصحة من أجل تحديد موعد لإجراء التحليل.
محدثنا عاد إلى منزله وقام بالاتصال عديد المرات بالإدارة الجهوية للصحة و اتصل بالرقم 190 الخاص بقسم الطب الإستعجالي ثم بالرقم الأخضر الذي وضعته وزارة الصحة على ذمة المواطنين لكنه لم يتمكن من الحصول على إجابة.
الخميس 17 سبتمبر ، تحول أمين إلى مدينة سوسة لإجراء تحليل خاص بفيروس كورونا في أحد المخابر الخاصة في الجهة مؤكدا أنه تنقل على سيارته الخاصة بمفرده و عاد إلى صفاقس ثم تحول إلى جزيرة قرقنة أين دخل في حجر صحي ذاتي موضحا أن نتيجة التحليل صدرت إيجابية يوم الجمعة 18 سبتمبر.
''لا أشعر بأعراض الكورونا و أعتقد أن مصدر العدوى هو قاعات الأفراح''
أمين أكد أنه حامل للفيروس دون أن تظهر عليه أعراض المرض المعروفة مثل السعال أو العطس أو ارتفاع درجة الحرارة أو التعب أو فقدان حاستي الشم و التذوق و أضاف بأنه يتناول بعض الأدوية التي وصفها له طبيب صديق له يعمل بمركز الكورونا بصفاقس.
ورجح أن العدوى انتقلت له من أحد الأشخاص الذين خالطهم في قاعات الأفراح خاصة وأنه يعمل كعازف ضمن مجموعة موسيقية.
''ظروف متوسطة بالمركز و مرضى غير ملتزمين بالحجر الصحي''
خلال فترة الحجر الذاتي اتصل أمين بالمستشفى الجهوي بقرقنة وأعلم المشرفين عليه بإصابته بالفيروس ليتم يوم الإثنين 21 سبتمبر نقله إلى مركز إيواء المصابين بكورونا بالمهدية حيث تمت طمأنته بأن النزل من فئة 5 نجوم وسيلقى هناك رعاية صحية خاصة.
أمين يقيم حاليا بمركز إيواء المصابين بالكورونا بالمهدية واصفا الظروف في المركز بالمتوسطة حيث لم يزره أي طبيب أو ممرض وهو ما أثر على نفسيته بالسلب.
وأضاف بأنه ينظف غرفته بمفرده بعد أن اشترى له صديق بمدينة المهدية بعض مواد التنظيف موضحا أن المركز يوفر له وجبات الأكل دون سواها.
و أشار أمين إلى أن المرضى غير ملتزمين بالحجر الذاتي حيث يتجولون داخل المركز ويتنقلون بين الغرف.
''الشائعات تلاحقني ووصلت حد إعلان وفاتي''
المصاب أكد أن الشائعات أصبحت تلاحقه بعد أن علم الجيران بخبر اصابته بالفيروس فهذا يقول إن أمين هرب عند قدوم سيارة الإسعاف لنقله إلى مركز الكورونا بالمهدية وآخر يحكي بأنه مفتش عنه من قبل وحدات الأمن بتهمة نشر العدوى ووصل الأمر إلى حد نشر خبر وفاته.
أمين أضاف أن أقاربه تعرضوا بدورهم لسوء المعاملة ما دفعهم إلى عدم الذهاب إلى المدارس.
أمين واحد من بين 80 في المائة من المصابين بفيروس كورونا الذين لم تظهر عليهم اية أعراض حسب دراسات علمية، و كانت لديه الجرأة والإمكانيات ليقوم بتحليل على نفقته الخاصة في مخبر خاص بعد أن يئس من أن يقوم بالتحليل في المخابر العمومية و كان لدى أمين درجة من الوعي جعلته يلتزم بالبروتوكول الصحي ويقوم بالحجر الذاتي بصفة تلقائية قبل أن يتحول تحت ضغط المجتمع والتمييز والشائعات إلى الحجر الإجباري بولاية المهدية حيث يصف هنالك الظروف بالمتوسطة في ظل ما يعيشه من تسيب وغياب للرعاية الصحية حسب شهادته.
شهادة أمين تحيلنا إلى سؤال قد يرتقي إلى أن يكون هاجسا للمواطن التونسي اليوم : كم من مصاب بالكورونا لا يحمل أعراض ينطلق إلى ممارسة حياته بصفة طبيعية كل يوم دون أن يعلم أنه مريض في ظل عدم انتهاج الدولة لسياسة التقصي المكثف لمثل هذه الحالات ؟
يذكر أنه تم بتاريخ 21 و22 سبتمبر الجاري تسجيل 1219 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا ليصبح عدد الإصابات الجملي 12479 وفق ما افادت به وزارة الصحة خلال ندوة صحفية مشيرة الى أنه تم تسجيل ارتفاع في حالات الوفاة حيث بلغت 174 حالة.
ووفق المصدر ذاته يتم حاليا التكفل ب 256 حالة بالمستشفيات فيما يتم التعهد ب 72 مريضا في أقسام العناية المركزة ويخضع 26 مصابا للتنفس الاصطناعي.
هذا وقد أفاد مصدر رسمي من وزارة الصحة التونسية أن تونس لم تبلغ حتى الآن مرحلة الذروة لهذا الفيروس.
رمزي الرقيق
كاتب المقال La rédaction