الأكثر مشاهدة

24 18:56 2024 أفريل

يواجه ممثل كرة اليد التونسية الترجي الرياضي النادي الاهلي غدا الخميس بداية من الساعة 14:00 في إطار الدور نصف النهائي لمسابقة بطولة إفريقيا للاندية البطلة المقامة حاليا في مصر 

على المباشر

Night Club
الجو يجيك وين ماتكون 🤩 خلي السهرية علي ديوان اف ام 🎊 وعيش Ambiance على كيف كيفك 🎉 تعمل Défoulement بالموزيكا لي تتحب وتربح زادا الكاش 💵💰مع محمد القرقني في #NightClub من الاثنين للجمعة من 21:00 ل 00:00
تنشيط محمد القرقني
افكار

الطفولة المتسولة في صفاقس: تفاقم الظاهرة و خفوت المكافحة

:تحديث 24 10:14 2019 جوان
الطفولة المتسولة في صفاقس: تفاقم الظاهرة و خفوت المكافحة
كثيرا ما تراوحنا الأخبار الأمنية في صفاقس عن نجاحات في الكشف عن شبكات تمتهن التسول بشوارع المدينة و أنهجها المختلفة. شبكات تكون في أحيان كثيرة ممتدة و تعدادها بالعشرات بين أطفال قصر و نساء حوامل و شيوخ قعد، و غيرهم عدد غير يسير من القاصرين عقليا و ذهنيا

وبموازاة هذه العمليات الردعية نلاحظ ازديادا مريبا في المنتمين لهذه الشبكات، و توالدا بائنا في طرق اشتغالها التي تتمحور جلها في استدرار عواطف المارة و ابتزاز نفسياتهم الهشة، ذلك أن أغلبنا لا يرضى أن يرى الهوان و المذلة على تلك الوجوه الكالحة. 
بإتباع العدة النظرية الدوركهايمية في التحليل السوسيولوجي(منهج البحث الكمي و الكيفي)، نخلص إلى أمرين إثنين في حال هذه الفئة المجتمعية.
 فكميا، يكون المنتمون لفئة المتسولين بصفاقس في أغلبهم من الوافدين على مركز الولاية من مراكز المدن المجاورة و جيوبها الريفية، أما كيفا، فيكون السواد الأعظم منهم من الأطفال القصر الذين لفظتهم عائلاتهم و مدارسهم إلى ميادين التشرد و الإنحراف.
 الملفت للإنتباه قي هذا الصدد وجود ظاهرة فرعية بصدد اكتساح، أو لنقل اكتسحت ظاهرة أصلية تعاني منها أغلب المجتمعات التي ذهبت في سياق تمدن وحشي و سعي حثيث وراء الإستزادة المادية بغير شروطها الموضوعية، أي مجتمع سليم بعائلة تنأى عن التفكك و طفولة تنأى عن التشرد.
 فهذا الكم المهول من أطفالنا الذي نراهم كل يوم يغادرون أمكنتهم الطبيعية في عائلتهم و مدرستهم إلى منعرجات مرضية كالشوارع و الدور المهجورة، مع ما يوازيها من تجاهل أمني و مؤسساتي لا يمكن أن يشي إلا بارتدادات قادمة، تكون عصية على المجابهة و الإصلاح، و تكون تبعا لذلك مدمرة لصورة المجتمع و بناه الهيكلية .
تشير الإحصاءات الأخيرة الى ان  حوالي 40 ألف متسول يجوبون شوارع بلادنا، ويكون لصفاقس نصيب الوصيف منها بعد تونس العاصمة. 
نتحدث هنا عن شبكات قوامها الآلاف و يكون الأطفال فيها العنصر الأهم. آلاف الأطفال الذين لفظ بهم الإنقطاع المبكر عن الدراسة و التفكك و العنف الأسريين إلى فك التسول و التشرد، الشيء الذي يعرضهم إلى فقدان مكونهم الأسمى، أي طفولتهم، بفعل ما يتعرضون له من استقطاب ممنهج من قبل شبكات التسول و عصابات الجريمة المنظمة.
 و رغم الترسانة التشريعية الهائلة التي تضع من مصلحة الطفل الفضلى أهم مبتغياتها، و رغم الأخبار المتزايدة عن حصر شبكات التسول و مكافحتها، تزداد الولاية كل يوم من وجوه طفولية جديدة تجوب شوارعها و أزقتها و تستظل ببناياتها و مساجدها مادة يديها هنا و هناك لكل من يروح و يغدو.  
وهكذا تقف المنظومة التشريعية مع ما يستصحبها من مراكز إصغاء و نجدة تعنى بمسألة الطفولة و دوريات أمنية قارة و متجولة على المستوى التنفيذي، تقف كلها عاجزة عن حسر الظاهرة و مكافحتها. أسئلة عدة يثيرها الطرح السابق، تتمحور كلها عن فاعلية الدور المنوط بعهدة مندوبية حماية الطفولة و قاضي الاسرة و بقية المتدخلين على المستويين المدني الجمعياتي أو الأمني المؤسساتي.
 أسئلة تجد لها موطئ قدم أمتن إذا ما وسعنا مناطات الخطر التي تستجلبها ظاهرة الطفولة المتسولة، و نعني بذلك كل الظواهر المستصحبة من تعرض إلى العنف أو قيام به، أو دخول في متاهات اليأس و الإدمان. إن الطرق المعتمدة من قبل مندوبية الطفولة و القائمة على ثنائية "الإشعار فالتحرك" تبدو أمام فداحة الظاهرة حلا قاصرا و غير ذي جدوى، خاصة و أنه رهان أجوف يخلو من الإستباقية و يعطي متنفسا لتجاوزات قد تعاين و لا يتم الإعلام بها. 
هنا يبدوا الطريق معبدا لتكليفات مجدية أكثر تمنح للمندوب بخلاف سلطة الضابطة العدلية، سلطة أخرى رقابية و عينية تسخر لفائدتها مختلف المؤسسات الأمنية و القانونية المتدخلة، ما يتيح حسرا أنجزت للكارثة و وقوفا لحظيا على حيثياتها و مجرياتها. 
كذلك بالنسبة للرقابة الأمنية، فالظاهرة محتاجة لتجند حاسم يناط برقبته انجاد كل طفل قاصر لا يتلقى رعاية أو دعما عائليا و يجعل له من الشارع مستقرا و من التسول مشغلا. هذا ليس أمرا صعبا أو مستحيلا، و أن نجابه الظاهرة بحدة لا يعني أننا ننكرها أو نتفهها، بل هو منهج قانوني سليم أفقه حسر الهوة بين العدة التشريعية المهولة و الواقع الكارثي الملموس.
 لا يجب أن ننسى ختاما الدور الطبيعي المنوط بعهدة العائلة من حيث هي النواة الأصلية للمجتمع. العائلة صورة مصغرة عن المجتمع و تماسكها يعني تماسكا له، و ما الظواهر التي نراها من تشرد و تسول إلا علامات مرضية أصابت العائلة و انتقلت من بعد ذلك إليه.
 نحن نحتاج إلى تحقيق مصالحة بين الطفل و طفولته، فالأطفال الذين نراهم بشوارعنا ليس لهم من الطفولة إلا المسمى، أما في مناوراتهم و استراتيجياتهم فهم أقرب للكهولة منهم إلى الطفولة. هذا تحد للمجتمع ككل، نحن في صفاقس أولى الناس بالعمل عليه و المراهنة على إمكانياتنا لمجابهته. محتاجون لفصل الطفولة عن الإنصهار في طرق الإنحراف و الجريمة كخطوة أولى، و محتاجون تبعا لذلك لركن شبكات التسول و التحيل و حرمانها من تشويه المجتمع و تخذيل قواه الحية، و هذا ليس بعزيز على صفاقس و أهلها.

بقلم  حمزة بن راشد  (استاذ باحث في الانقليزية)


 
 

كاتب المقال La rédaction

كلمات مفتاح

آخر الأخبار

منذ دقيقة 20

أعلن وزير الشؤون الخارجية نبيل عمار خلال استقباله من طرف رئيس الحكومة الكاميرونية بمناسبة الزيارة التي يؤديها الى ياوندي في اطار أشغال الدورة 11 للجنة المشتركة للبلدين عن قرار السلطات التونسية فتح خط جوّي مباشر تونس- دوالا- تونس مع موفّى السنة الحالية.

منذ دقيقة 31

''يأبى المجتمع التونسي الاعتراف بأن السمنة مرض يصيب الانسان ويقابل المرضى بالسمنة بالسخرية والتندّر فالناس يحمّلون المرضى وزر عدم الاهتمام بحالاتهم الصحيّة وتسود حالة من الاعتقاد غير السليم بأن السمنة نمط حياة "، بهذه العبارات دقّ الطبيب بشير بن راضية إسفين التحذيرات الطبية من مخاطر السمنة .

منذ ساعة

توصّل فريق من الباحثين من المعهد الوطني الفرنسي للأبحاث المتعلقة بالزراعة والأغذية والبيئة إلى أنّ المشاعر تحوّل وجوه الدجاج إلى اللون الأحمر، في اكتشاف يوفر طريقة جديدة لتقييم وضع هذه الحيوانات وصحّتها.