الأكثر مشاهدة

15 21:41 2024 ماي

تلقت ادارة النادي الافريقي مراسلة من الفيفا تضمنت بالزامها دفع 124الف دينار للسينغالي اليو امباي

على المباشر

افكار

نتائج الباكالوريا بصفاقس : منجزات و تطلعات

:تحديث 01 11:24 2019 جويلية
نتائج الباكالوريا بصفاقس : منجزات و تطلعات
أسدل الستار يوم الجمعة 28 جوان 2019 على نتائج الدورة الرئيسية لإمتحانات الباكالوريا بنسبة نجاح قدرتها وزارة التربية في حدود 32% من جملة التلامذة المترشحين

 نسبة ساهمت فيها صفاقس كالعادة بنصيب الأسد حيث تربعت صفاقس 2 على سلم الترتيب بما نسبته 49.32%، فيما جاءت صفاقس 1 في المرتبة الثالثة بنسبة قدرها 43.01% بعد المنستير ب 43.43 %.
اعتدنا في صفاقس بمندوبيتيها الإثنتين على مثل هذا التميز على المستوى الوطني، و درج لدى العائلات الصفاقسية و أسرها التربوية يقين مستمر بتفوق أبنائهم في المحطات التقييمية الوطنية. و مرد ذلك بصفة عامة، وعي مفارق تلبست به صفاقس و أهلها يولي أهمية بالغة للعلم و العمل، و تشبث حاسم بأهمية التفرد من أجل التميز.
مررت بالمدرسة العمومية تلميذا و مدرسا، و كنت في كلتا الحالتين أستشعر ثقل التكليف. أن تكون تلميذا في صفاقس، فأنت مدعو لأن تتميز بفعل التنافس التلمذي داخل قاعات الدرس، تنافس يذكيه اهتمام العائلات بأبنائها و سعيها لتوفير كافة المتطلبات الضرورية التي تسمح لهم بالنبوغ و البلوغ. و أن تكون أستاذا بصفاقس، فأنت ملزم باستشعار هذا السياق التربوي و مضطر للتعامل مع نسق اكتسابي مجهد و مختلف عن ما شهدته في سياقات أخرى مغايرة.
هذه السنة، انتقض التميز الذي واظبت عليه مندوبيتا التربية بتفردهما بالمرتبتين الأولى و الثانية بدخول المنستير على الخط و تجاوزها بفارق طفيف لمندوبية صفاقس1. و لا يعني التأشير على ضآلة الفارق و لا حتى التغني بإجمالية التميز أن نغفل عن طرح سؤالين مهمين و مترابطين: كيف نحافظ على هذا التفوق؟ و كيف ندعمه و نثبته مستقبلا؟
اخترت التقيد بملاحظات سلوكية تربوية و أخرى بيداغوجية أوجهها بشكل متداخل لجملة الفاعلين داخل إطار التعلم و الإكتساب، أطرحها في مرحلة أولى بشكل إختزالي في محاولة لفتح الباب لنقاش علمي و رصين حول أهمية الإجابة المسترسلة عن السؤال السابق: كيف لنا أن ندعم هذا التفوق في صفاقس؟
 لنبدأ بالحديث عن العائلات و دورها المحوري في هذا الصدد. ففي سياق إجتماعي كالذي تمر به بلادنا، نحن نستشعر تكثف المشاغل الحياتية لدى معظم العائلات بصفاقس بشكل قد يؤدي شيئا فشيئا إلى تراجع فاعلية الفضاء الإطاري الأول الذي يتعلم فيه أبناؤنا أهمية الإجتهاد و التميز. لا يجب أن يشغلنا هذا السياق الإجتماعي و الإقتصادي المتخلخل عن رعاية العلاج المستقبلي له؛ أبناء ناجحون يعرفون أدواء حاضرهم و يلمون بحلول ناجزة لمستقبلهم. العائلة مطالبة بتذكير أبنائها بالمعادلة الآتية: نحن في صفاقس نعمل ثم نتفوق، ثم من بعد ذلك نثبت تفوقنا.
لننتقل إلى الفضاء البيداغوجي بما يشتمل عليه من مندوبيات و متفقدين و إدارات و مربين، و الذي يترابط وثوقيا مع واقع التلامذة و آثارهم التعلمية. أغلب الظن أننا محتاجون لإغتنام سياق التفوق الدارج و إستغلال أصدائه بأن نجعله محرك العملية الإكتسابية و عقلها الناظم. السادة المتفقدون يستطيعون التعويل على تقنية (المكافأة Reward) في توصياتهم لأساتذتنا و مربينا، و ذلك بدفع التلميذ للإجتهاد من أجل الحصول على مكافأة تغريه بالإنصياع إلى الدفع البيداغوجي المتبع. أما من جهة أخرى، فإن فتح الخيارات أمام تلامذتنا من شأنه أن يبطئ من فاعلية هذه الخطة المتبعة، فإلى جانب الوعد بالمكافأة لا بد من حسر الخيارات أمام التلميذ و ذلك بأن نجعله أمام خيار وحيد؛ التفوق ثم التفوق. و أغلب الظن أننا و باتباع منتظم لهذين الثنائيتين يمكن أن نحقق نتائجا بيداغوجية ملموسة تثبت تفوق التلميذ في صفاقس و تدعمه.
هنا يكون دور الإدارات و المندوبيات فضاء تنسيقيا تنتظم فيه عملية تطبيق هذه الخطة البيداغوجية. خطة تجد لها موطئ قدم من خلال تشبهها بواقع صفاقس و أهلها الذين يطيب لهم الإجتهاد من أجل المكافأة. و فضلا عن الدور التنسيقي يكون لإدارات المدارس و المعاهد دور رقابي يوعز بتفعيل هذه الإستراتيجية و تمكينها داخل أروقة الدرس، و يكون السادة النظار أول المكلفين بتتبع سير هذه العملية بالنظر إلى دورهم العلائقي بين المدرس و التلميذ من جهة و بين الإدارة و المندوبية من جهة أخرى.
لن ننسى الدور المركزي للتلميذ من حيث هو محور العملية التعليمية ككل و مادة وجود كافة الأطراف و الخطط التربوية آنفة الذكر. نحن محتاجون في صفاقس إلى خلق التلميذ أولا، و محتاج هو لأن يشعر بصفته التلمذية. فأن نشعره بأنه موضع إهتمام و تقدير لصفته تلك، سيؤدي ذلك بالضرورة إلى إحساسه بقيمة العمل المطلوب منه. تلامذتنا الأعزاء مدعوون إلى الإنتباه إلى دورهم المهم في إسعاد عائلاتهم و أساتذتهم و بقية المتدخلين التربويين، في تفوقهم تفوق لمدرستهم و لجهتهم و تدعيم لثقافة مجتمع يواظب أكثر ما يواظب على الإجتهاد.
هذه محاولة لفتح النقاش حول مختلف الحلول المتاحة لتدعيم تفوق جهة صفاقس في نتائج الإمتحانات الوطنية. فقد لا يكون يسيرا وصول جهتنا إلى تلك المراتب المتقدمة في نتائج الباكالوريا، لكن من المؤكد أن البقاء في مرتبة التفوق هو الأعسر و الأكثر تحديا لمجتمع يهوى التحدي و يعمل جاهدا من أجل قدره في التفرد و التميز.
بقلم حمزة بن راشد 

كاتب المقال La rédaction

كلمات مفتاح

آخر الأخبار

منذ دقائق 5

أكدت الأستاذة الجامعية والخبيرة في علم المناخ نادية المخينيني أن عدة مناطق من ولايات الجمهورية ستعيش خلال الفترة القادمة على وقع موجة حر

منذ دقيقة 35

يشهد طقس اليوم الأحد سحبا كثيفة مع ظهور خلايا رعدية محلية مصحوبة بأمطار بالشمال في الصباح ثمّ سحب عابرة بأغلب المناطق بعد الظهر وتكون محليا كثيفة بالمناطق الغربية وفق المعهد الوطني للرصد الجوي

منذ ساعة

أشرف وزير الصحة علي المرابط يوم أمس السبت بمدينة المنستير، على افتتاح فعاليات الملتقى الدولي الأول للتغذية الدقيقة، والذي نظمته الجمعية التونسية لعلوم التغذية الدقيقة تحت شعار ''الاساليب العلمية والعلاجية الجديدة لأمراض المناعة الذاتية ''، بحضور رئيس المكتب الوطني لعمادة الأطباء والمدير الجهوي للصحة بالمنستير وممثلي الجمعية وعدد من الإطارات الصحية بالجهة