أيّها السياسيون وأصحاب السلطة الجهات في حاجة للتنمية رغم مناكفاتكم
رغم هذه القتامة فاني اعتقد جازما ان المناكفات السياسية والصراعات في اعلي هرم السلطة رغم خطورتها وبروز بعض النوايا التي لم تكن معلنة في السابق بهذا الوضوح ستدخل البلاد في دوامة لها اول وليس لها اخر في انتظار حكماء البلاد فان الانكباب على الوضع التنموي أصبح أكثر وجوبا فالمواطن يعيش منذ سنوات في وضعية اقتصادية واجتماعية تزداد تأزما يوميا بفعل تردي الخدمات في كل المجالات وليس هناك افق
ما سأتناوله متعلق بالتنمية في الجهات التي وقع تناسيها والتغاضي عنها خلال السنوات الماضية والتي كانت احد أهم أسباب استفحال الأزمة التي تمر بيها البلاد لد تم الوعد خلال شهر جانفي الماضي بعقد مجلس وزاري مضيق خاص بالتنمية في صفاقس بعد إعلان الاتحاد العام التونسي للشغل الإضراب العام في الجهة وصدور بيان عن اتحاد الصناعة والتجارة بصفاقس حول تردي الأوضاع التنموية بها كما أصدرت حوالي 28جمعية بتأطير من تنسيقة البيئة بيان في الغرض و لم تظهر إلى حد ألان بوادر عقد الاجتماع رغم بعض التسريبات بان مستشاري رئيس الحكومة يشتغلون على هذا الموضوع عدد من الوزراء في حكومة المشيشي الثانية والذين لم يقع تنصيبهم معنيون ببعض الملفات الخاصة بالتنمية في صفاقس والأكيد انه من الصعب ان لم نقل من المستحيل ان يدلوا بدلوهم في هذه المشاريع وفي الحقيقة نفس الشيء لبقية وزراء المشيشي الذين هم غير قادرين على متابعة هذه الملفات ليس لنقص في الخبرة او التصور بل لغياب الوقت الكافي لاستيعاب هذه الملفات
والاكيد ان هذه المهمة ستوكل إلى المديرين العامين للوزارات الذي سيدرسون المشاريع ويقدمون التصورات التي لا اعتقد انها ستناقش من قبل وزائرهم نظرا لما سبق وان قلنا
والأكيد أيضا فانه سيقع الاعتماد على هذا التمشي بخصوص مطالب جهة صفاقس ولن تكون القرارات القادمة مغايرة لسابقاتها وتعود بنا الذاكرة إلى قرار التي اتخذها يوسف الشاهد والتي لم ينفذ اغلبها.
إن التنمية لست عملية بيروقراطية ادارية بل هي توجه سياسي ومسار يقوم به القائمون على السلطة من اجل تحقيق أهداف تعود عليهم بالنفع في الاستحقاقات القادمة واما م هذه الوضعية فان اعطاء الامر للجهاز الإداري هو في الحقيقة قبر الإجراءات قبل الإعلان عنها والتجارب عديدة ومنذ سنوات حيث لم ترى النور عديد الاجراءات في حين تعطلت اخرى او نفذت بصورة عرجاء ان اعتماد نفس المقاربة عند تناول التنمية الجهوية سيقود الى نفس النتائج واذا كان المشيشي صادقا في توجهه فما عليه الا ان يغيّر في هذه المقاربة ويستمع إلى الجهات ولا يقتصر على الاستماع فقط بل التفاعل و تبنى التصورات النابعة من الجهة وهي التي ادري بخصوصياتها.
لقد نشرت تنسيقة البيئة والتنمية مؤخر بيانا على صفحة Fermons la Siape بيان تضمن تصورا للتنمية في صفاقس امضت عليه 28 جمعية ومنظمة ولا قى مساندة من الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس وقد أرفق البيان بقائمة المشاريع التي يعتقد الممضون على البيان إنها كفيلة بتحقيق التنمية في الجهة لتعود صفاقس للقيام بدورها كقطب تنموي جهوي وحتى إقليمي فهل سيأخذ بما جاء في هذه الوثيقة للاستئناس بها ام ان مصيرها سيكون سلة المهملات في رئاسة الحكومة مادام لم تطبع برائحة اشتعال العجلات قد يعتقد بعض القراء أن هذا الرأي هو صرخة في وادي والأكيد أنها صرخة من القلب من اجل بلادي
حافظ الهنتاتي