الأكثر مشاهدة

12 19:28 2025 سبتمبر

يمكن للتلاميذ والأساتذة بكافة المؤسسات التربوية العمومية الاطلاع على جداول الأوقات الخاصة بهم للسنة الدراسية 2025/2026 على بوابة الخدمات الرقمية

على المباشر

افكار

"رقوج" من التلفزيون إلى المسرح: عندما يجسّد عبد الحميد بوشناق جنون الصورة في زمن حي

:تحديث 30 12:46 2025 جويلية
"رقوج" من التلفزيون إلى المسرح: عندما يجسّد عبد الحميد بوشناق جنون الصورة في زمن حي
يُعرض حاليًا على الخشبة التونسية العمل المسرحي "رڨوج"، وهو تحويل لنص تلفزيوني أخرجه عبد الحميد بوشناق، وتندرج هذه التجربة ضمن ما يُعرف في الدراسات الفنية والنقدية بـ"التحويل بين الوسائط ، يعني نقل عمل فني من وسط تعبيري إلى آخر، بما يفرضه ذلك من تحويرات على مستوى البنية، والإيقاع، والوسائل الجمالية، وأنماط التلقي

الانتقال من التلفزيون إلى المسرح ليس نادرًا في حد ذاته، لكنه يظل معقّدًا تقنيًا وجماليًا، نظرًا لاختلاف خصائص كل وسيط، من حيث طبيعة الأداء، وحضور الجمهور، ووسائل السرد، والإخراج البصري.

هل المسرح قادر على استيعاب جنون الصورة، وتعدد المشاهد، والانفجارات النفسية التي عُرف بها "رڨوج"؟

ما الذي يتغيّر حين تنتقل قصة من التلفزيون إلى المسرح؟

منذ ظهوره على الشاشة، لم يكن "رڨوج" عملًا تلفزيونيًا تقليديًا، وإنما اشتغل على نفس طويل، وخيال غرائبي، وشخصيات مشروخة نفسانيًا، وعوالم تنهار على وقع العزلة والعنف والسخرية السوداء.

بوشناق، المتأثر بالسينما أكثر من التقاليد التلفزية، صنع من "رڨوج" عملًا بصريًا مركّبًا، و تجربة تلفزيونية خارج القوالب، تطلب المسرح بطبيعتها، فـ"رڨوج" العمل التلفزي قابليته للتحوّل إلى مسرح تكمن في جوهره.

المساحات المغلقة والحميمية النفسية

 شخصيات "رڨوج" تدور في فضاءات ذهنية قبل أن تكون مادية، والمسرح هو المكان الطبيعي لاستكشاف الذهن البشري أمام جمهور حي.

الحوار الداخلي، والهذيان، والكثافة الصوتية واللغوية، كلها مكونات يمكن أن تُعاد صياغتها على الخشبة بمنطق ركحي صرف.

رمزية الأسماء والمواقف، التي تتحوّل في المسرح إلى علامات حية لا تحتاج لتقنيات الكاميرا، بل تُفعّل جسديًا وبصريًا من خلال الجسد والإضاءة.

من التلفزيون إلى المسرح.. عبور لا يُضعف النص بل يختصره إلى جوهره.

في المسرح، لا وجود للمونتاج، ولا للتقطيع، ولا للإعادة، هناك فقط جسد، زمن حيّ، وجمهور، لكن في هذا القيد تكمن الحرية ... في المسرح، يتحرر النص من الزوائد التقنية ليصل مباشرة إلى العمق العاطفي للمتلقي.

عرض "رڨوج" المسرحي، في هذا السياق، لا يعيد تمثيل ما جرى في التلفزيون، بل يعيد تأويله.

في نهاية التحليل، التحويل من التلفزيون إلى المسرح ممكن فنيًا، لكنه يتطلب إعادة بناء لا مجرّد اقتباس. تجربة "رڨوج" المسرحية تُعتبر مثالًا محليًا على هذا التحدي، ومن السابق لأوانه الحكم النهائي على نتائجها، لكنها تطرح أسئلة فنية مشروعة حول حدود التكييف، ومرونة النص الأصلي، وقدرة المسرح التونسي على استيعاب أنماط سردية تلفزيونية مركبة.

القيمة الحقيقية للتجربة لا تُقاس فقط بالنتيجة، بل بالقدرة على كسر الفصل التقليدي بين الوسائط، وفتح النقاش حول مستقبل النصوص المركبة في المشهد الفني المحلي.

مهـــدي بن عمـــر

كاتب المقال La rédaction

كلمات مفتاح

آخر الأخبار

منذ ساعات 6

أبحرت مساء الأحد أولى سفن أسطول الصمود المغاربي من ميناء سيدي بوسعيد وهي سفينة تونسية تحمل اسم 'علاء الدين '

منذ ساعات 6

دعا عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، إلى أن تكون القمَّة العربية الإسلامية انطلاقة لردع الاحتلال، وعزل كيانه المارق الذي تحكمه عصابة من المجرمين الفاشيين

منذ ساعات 7

دعا وزير التربية نور الدين النوري في تهنئة وجهها اليوم الأحد الى التلاميذ ومختلف مكونات الأسرة التربوية بمناسبة العودة المدرسية الى العمل جميعا في كنف التعاون و التكامل على جعل هذه السنة الدراسية مناسبة لترسيخ ما تحقق من مكاسب و مواجهة ما يفرضه المستقبل من رهانات خدمة لأبنائنا و صالح وطننا العزيز