رأي:حروب الرئاسات تصل شظاياها "بيرم التونسي"
فقط، وودتُ باعتباري قارئا ومتابعا لتاريخ الصحافة التونسية، أن أتفاعل مع السيد الرئيس في 3 نقاط وردت في حديثه أعتبر أنه يشوبها النقصان...
1- الأولى أنّ بيرم التونسي، عندما قدم إلى تونس من فرنسا اشتغل أولا في صحيفة "الزمان" 1934 وهي صحيفة تابعة لرئيس الحجرة التجارية التونسية، وعضو المجلس الكبير آنذاك محمد شنيق والذي سيصبح خلال عقد الأربعينات وزيرا أولا في عهد المنصف باي، وقد انتبده كرئيس تحرير لحمايته من أسهم جرائد الحزب الدستوري، صحيح أنّ بيرم التونسي تمرد على شنيق وعلى خطّه السياسي ولاحقا على خطته التحريرية وأسس فيما بعد صحبة جماعة تحت السور جريدة السرور ومن بعدها الشباب التي كانت قريبة جدّا من جماعة الحبيب بورقيبة، وقد نوّه الزعيم بورقيبة في تلك الفترة به وبالجريدة، ولكن ليس صحيحا أنه بمجرد أن عاد وتبرأ منه أهله أسس "الشباب".
2- الثانية أن الوارد في الصورة ليس طبيبا عاديا، بل هي صورة الطبيب والسياسي محمود الماطري وقد ضمنّه بيرم التونسي المطلبية الوطنية في تلك الفترة (برلمان وطني وحكومة ذات سيادة في قراراتها)...
3- أنّ بيرم الرائع، معروف بالمقالات الجارحة والقوية والعميقة والملزوميات والتي تطورت لاحقا بأن صارت على شاكلة "بطاقات صحفية des billets، وكان بالإمكان الاستعانة ببعض مقالاته حول طبيعة النواب في تلك الفترة، وسيكون أقوى تعبيرا من وجزالة من صورة تمثيلية...
أختم بأن أقول بأنّ لعبة الرسوم التمثيلية ليست في صالح السيد الرئيس، وأنّ اختياره لجريدة الشباب قبل مغادرته للمصر التي تمثل بوابة المشرق، غير موفق، ذلك أنّ العدد الموالي لجريدة الشباب يصوّر الزعيم الدستوري الراحل عبد العزيز الثعالبي وهو قادم من الشرق بمغانم التجارة والأسواق، دون مغانم سياسية ومشاريع اقتصادية وتنموية لبلاده....
أمين بن مسعود