رأي: نعم... يتحمّل قيس سعيد المسؤولية الكبرى في تعيين المشيشي رئيسا للحكومة
هو أيضا أتى بالمشيشي ليحكم به وليس معه.
هو عقل سياسي بدائي لم يدخل الحداثة لم يستبطن روح النظام الديمقراطي و هو في كلتا الحالتين عقل مؤله لنفسه و لا يقبل المراجعة أو إعتبار الخطأ ممكنا.
قيس سعيد بإختياره ذلك تفطن أن "الأقدر" لم يحتج إلى أكثر من بضع أيام ليغير ولائه بعيدا عنه. و بدأت قصة قطيعة ميلو درامية بين الشخصين.. فصولها تتوالى و يدفع ثمنها غاليا شعب لعله بدأ يدرك شيئا فشيئا أن الأسباب تخلف نتائج و هي بنفسها تصبح أسبابا لنتائج أخرى و هكذا. من نتائج الفصول الأخيرة لقصة القطيعة حكومة تصرف الأعمال بتسعة وزراء بالنيابة و كارثة صحية أصبحت توصف بالجريمة من طرف رؤساء الدولة و الحكومة أنفسهم.
و من نتائجها كذلك تعطل البناء المؤسساتي للجمهورية الثانية إلى أجل غير مسمّى و عطالة مؤسساتية دائمة. و بالطبع فشل حكومي في بناء سياسات عمومية ترجع الأمل و تتناول وضع البلاد من كل جوانبه.
و في كل هذه المراحل، لم يعترف رئيس الدولة بمسؤوليته المباشرة بل ردّ ذلك إلى المؤامرات و الغرف
المظلمة ناسيا أن غرفا لا تقل ظلمة بقصره أتت بالمشيشي و بوزراء محسوبين عليه.
حزب النهضة و قيس سعيد هما وجهان لعملة واحدة. لهما نفس العقل السياسي الذي لا يفهم من السياسة إلا الحكم و السيطرة الفردية على دواليب الدولة و المؤسسات.
ما العمل الآن ؟ لا شيء يمكن القيام به ضد عقل سياسي متحجر و بدائي غير قابل للمراجعة و التطور سواء لحزب النهضة أو لرئيس الدولة. و لذلك وجب تجاوزهما بل و محاربتهما سياسيا و القيام بكل ما في وسعنا لتجنب وجودهما في سدة الحكم مجددا.
لا بد من خيار سياسي جديد يعتمد على عقل سياسي يستبطن روح الديمقراطية (لن يكون لنا خيار خارجها) و يؤمن أن الديمقراطية لا تختزل في الإنتخابات و لكن في إيجاد تفاهمات دنيا لتجديد بناء عقد إجتماعي و طموح جديد لبلادنا في هذا العالم المتغير.
و للحديث بقية...
بقلم فوزي عبد الرحمان