عدنان الشواشي: نسب المشاهدة والانحرافات الأخلاقية في البرامج التلفزية
و هذا أمر منطقيّ و جدّ معقول مادامت تحظى بالقبول و تدرّ على المؤسّسة أرباحا قياسية من موارد بثّ الومضات الإشهارية... لذلك يجتهد المُعِدّون والمنشّطون في إيجاد الوصفات المشهدية الأطرف و الأكثر إثارة و متعة لجلب أكبر عدد ممكن من المتابعين ، ومن ذلك الحصول على المراتب الأولى في إستطلاعات الرّأي ، و على الحصّة الأكبر من حجم مداخيل الإشهار..... هذه إذن القاعدة الأساسية المتّبعة من طرف الإعلام الخاصّ بالتّحديد الذي لا يمكنه العيش و مواصلة المهمّة دون مرابيح محترمة ثابتة مستمرّة....
لكن عندما تتحوّل هذه المنوّعات ، بدعوى إلزامية فوزها في سباق سوق المشاهدات ، إلى طعوم مفخّخة بالموادّ الآسنة الضّارّة المتعفّنة و الإغراءات المثيرة الماكرة المدجّنة الماجنة و الإحتيالات الفنّية النّاشزة المُدبَّرة الواضحة والإنحرافات الأخلاقية المقرفة الصّادمة السّاقطة ، فإنّ الأمور تنحرف تماما عن مسار التّرفيه والتّسلية الأنيقة المتحضّرة المستحسنة النّظيفة لتتحوّل إلى وابل من اللّقطات المخجلة المحرجة الغبية الوضيعة السّخيفة يزعمون أنّها مواكبة للعصر و نتاج طبيعي لكسبنا حرّية التّعبير !
أفضّل الوقوف عند هذا الحدّ من الكتابة حتّى لا أُجْبَر على قول كلام قد يفوت حدود فهمي وهضمي لقدسية و أدبيات و مقاصد "حرّية التّعبير"....
إنّه لعصر الفوضى و تعاظم وتيرة تَقَيُّئ البذاءة و إجهاض التّفاهة و شرعنة سوء الأدب و سلاطة اللّسان ، حاشاكم ، و تدمير أسس كرامة و عفّة و نبل هذا الإنسان الذّي حباه الله بالعقل ليميّز بين ما هو نعمة و ما هو نقمة فإذا به يفضّل العمى على البصيرة و يتوه في شعاب الخوض و السَّقَط و الدَّنَس و الرّذيلة....
عدنان الشواشي