قضية سيارة الوزير السابق ... هل تصبح قضية معروف gate ؟
فقد انطلق الرئيس وعلى غير العادة في نشاطه ليلا ليتواصل فجرا وفي بقية النهار . وكانت الانطلاقة بزيارة فوج طلائع الجيش ثم باجتماع بوزارة الداخلية مع القيادة الأمنية العليا كما التقى برئيس الحكومة المستقيل واثر ذلك بوزير أملاك الدولة وفي كل هذه الأنشطة بعث رئيس الدولة على غير عادته برسائل مباشرة تحدث فيها عن الاستعداد للتصدي لكل المحاولات الخارجية والداخلية التي تستهدف امن البلاد .
نفي لتصريح الرئيس
ورغم الأهمية لتك الزيارات والرسائل الضمنية والمباشرة إلا أن رد الفعل عن تصريح رئيس الدولة بخصوص قضية سيارة الوزير السابق انور معروف يمثل منعرجا حاسما حسب تقديري فلأول مرة في تاريخ البلاد ينفي قاض وبصورة مباشرة ما جاء في تصريح رئيس الدولة . فقد نفى رئيس وحدة الإعلام والاتصال بالمحكمة الابتدائية بتونس ونائب وكيل الجمهورية محسن الدالي ما ورد في بيان رئاسة الجمهورية من إثارة لاختفاء المحاضر التي تعلقت بحادث السيارة الإدارية المخصصة لوزير الدولة السابق محمد انور معروف من المحكمة الابتدائية .
كما تضمن بيان النفي لنفس المكلف بالاعلام معلومات مدققة تنشر ولأول مرة حول رقم القضية وتواريخ النظر فيها وموعد تأجيلها
ودون الدخول في أحقية النفي من عدمه يتبادر الى الذهن سؤال بسيط لماذا لم تنشر كل هذه المعطيات الا بعد ان تعرض رئيس الدولة للملف مع وزير املاك الدولة والشؤون العقارية وطلبه الملح لمتابعة القضية
المستفيد
هناك فرضيتان الأولى يتبادران الى الذهن الأولى ان المعلومات التي وصلت الى رئيس الدولة حول ملف سيارة احد وزراء النهضة والمؤهل لتولي مناصب عليا في صلب الحركة هي معلومات مغلوطة ويعمل من نقلها على ضرب صورة الرئيس وهذه الفرضية صعب جدا او مستحيل تحقيقها عمليا باعتبار ان رئيس الجمهورية كان قبل ساعات فقط بمقر وزارة الداخلية وهو اول المطلعين على كل دقائق الامور الامنية والعسكرية في البلاد .
اما الفرضية الثانية ان الملف كان سحب من التداول حتى يقع نسيانه وتدخل رئيس الدولة اجبر الإطراف التي كانت تحتفظ به الى ارجاعه الى مكانه وهذا يعني ان اياد خفية قادرة على التلاعب بالملفات وتحريكها من اجل مصلحة ذاتية او سياسية كما يعني ان ملف Q5 ليس هو الوحيد الذي عرف هذا المصير بل ان هناك عديد الملفات الأخرى المتعهد بها تعرف نفس المصير وتختفي لمدة غير معلومة وتسحب متى يشاء اصحاب المصالح .
قضية ملف Q5 والتي يمكن ان يطلق عليها 'معروف قايت' نسبة لفضيحة water gate التي اسقطت الرئيس الامريكي الاسبق ريشراد نيكسون تسلط الضوء على عديد القضايا التي يريد الراي العام معرفة مصيرها منذ سنوات وقد تسرّع في فتح اخرى ستكون لها انعكاسات سياسية مهمة على مستقبل عديد السياسين
قد لايهم من يقف وراء هذا التصرف المهم انه وجب وضع حد لمثل هذه التصرفات حتى لا يكون القضاء في خدمة طرف على حساب اخر وحتى لا تفشل سياسة مقاومة الفساد المالي والسياسي المستفحل في البلاد والذي عطل كل محاولات الإصلاح.
حافظ الهنتاتي
كاتب المقال La rédaction