افكار
مقالات
بعد أن أعلنت السيدة نصاف بن عليّة "انهيار المنظومة الصّحّة"، أعلنت السّيدة ألفة يوسف "انهيار الدّولة التّونسيّة".
كتبت منذ أيام أن رئيس الجمهورية قيس سعيد أصبح يكتفي بدور "النبار" وهو معروف في المقاهي إذ هو يسدي النصيحة دون أن يدخل لا في الربح ولافي الخسارة إلا أن صديقي حمادي بن سعيد اعترض على ذلك قائلا إن الصفة الحقيقية هي "الرشام" وإنني أشاطره الراي في ذلك وقد أكد (أعني سعيد) هذه الصفة عند عقده مساء السبت اجتماعا حول الكورونا مع قيادات عسكرية وامنية ولا بد في هذا الصدد من الملاحظات التالية:
في الظّاهر لم يحقّق الرّئيس قيس سعيّد أهدافا سياسية ملموسة من خلال أعماله الاتّصالية، فصلاحياته "المحدودة دستوريا" لا تسمح له باتّخاذ قرارات كبرى تحدّد مصير البلاد وهذا ما يفسّر رفضه القطعيّ للنّظام السّياسي الحالي الذي يحدّ من صلاحيات رئيس الدّولة مقابل إعطاء رئيس الحكومة لصلاحيات واسعة.
أحرّ التعازي لعائلته ورفاقه من مختلف الأجيال، الذين خطوا معه دروبًا مختلفة منذ عقود.
بدأت المكينة تتحرك تحت شعار " لمّ الشمل" بهدف زعزعة الحزب الدستوري الحر الذي لا أنتمي اليه من طرف بعض الذين دكّوا رؤوسهم في الرمل بعد 14 جانفي 2011 ومنهم من التحى(عمل لحية) واعتكف في الجامع...نعم اعتكف في الجامع تقربا وتزلفا من حركة النهضة وخوفا من الملاحقة...
لا أعتقد أنّه يمثّل موقفا عقلانيا متوازنا، ولا يمكن أيضا أن نضعه في خانة المواقف التقدمية التي يمكن أن تدفع بنا إلى الخروج من مأزق يعملون بكلّ قوّة على الإبقاء عليه. ذلك أنّ سيسي تونسيّ يعني بحر دماء، ويعني أيضا سجونا جديدة تقام لاستقبال الآلاف الرافضين للاستبداد الجديد ( وهم ليسوا بالضرورة إسلاميين ) واضطرابات وهزّات أخرى لا حدّ لها وحملات قمع واسعة وتكميما للأفواه لا أعتقد أنّ التونسي قادر على تحمّلها بعد أن ذاق معنى الحريّة وعذوبة أن يقول رأيه عاليا دون أن يخشى بوليس الفجر.