رأي: في رياضة "التّقيّؤ" على الفايسبوك

ماذا بعد؟ بقي الانتحار الجماعيّ...
بعد أن انتقد زياد كريشان، في برنامج "ميدي شو"، بكلّ وضوح، مؤتمر الاتّحاد الاستئثانيّ ورغبة قيادته الحاليّة في التّمديد، لام عليه بعض الفايسبوكيّين عدم انتقاده بشدّة لقيادة الاتّحاد. تعجّبت من الاتّهام وأنا سمعته بنفسي. سبب الاتّهام هو أنّ زياد كريشان لم يعلن "انهيار الاتّحاد"، ولم "يتقيّأ." لم يكن في مستوى رياضة التّقيّؤ الفايسبوكيّ.
كلّ من لا يشتم، ولا يخوّن، كلّ من يدعو إلى التّفكير الهادئ، والتّمييز، وعدم الإقصاء، وكلّ من يمارس النّقد بدل الشّيطنة، والتّفكير بدل التّنبير، يعدّ متواطئا مع الإخوان أو الغيلان، أو أي نوع من "الأعداء"، أو منبطحا، أو مستفيدا...
أصبح التّقيّؤ فعلا بطوليّا. أصبحت الشّتيمة هي الخطاب السّياسيّ الوحيد.
المعذرة عن استعمال صورة "التّقيّؤ" البشعة، لكن لم أجد غيرها لوصف هذه العدميّة والسينيزم، وهذه الغلبة للعويل والنّديب والسباب على أيّ نوع آخر من الخطاب.
بقلم الأستاذة الجامعية رجاء بن سلامة