رأي: اتّصال بلا سياسة_ اتّصال لأجل الاتّصال
فالرّئيس سعيّد يتّصل لأجل الاتّصال والحفاظ على صورته الرّمزية لدى أنصاره الذين انتخبوه لنظافة يده ولقدومه من خارج منظومة السّياسة القائمة في البلاد منذ 2011 ولانتصاره لقضايا الشّعب، وهو أسلوب شعبوّي ميّز الرّئيس منذ انطلاق حملته "التّفسيرية"، قبل انتخابات 2019، التي قامت على انتقاد النّخب، والاحتفاء بالشّعب.
فسعيّد لم يقض على البطالة، ولم يشيّد الجسور والطّرقات والمستشفيات ولم يوظّف صلاحياته الدّستورية لاستجلاب اللّقاحات وإنقاذ الأرواح، ولم يتمكّن من إبعاد أعدائه الذين ينتقدهم باستمرار من الحكم، ولم تشهد العلاقات الدّيبلوماسية لتونس منذ وصوله إلى الحكم تطوّرا ملحوظا ولم يعمل على تعزيز القدرات القتالية أو الظّروف الاجتماعية للقوات العسكرية (باعتبارها ضمن صلاحياته أيضا).
فالرّئيس يواصل أعماله الاتّصالية وكأنّه مرشّح للرّئاسة إذ يبدو في حملة انتخابية مستمرّة حتّى بعد وصوله إلى السّلطة. وهذا ما يؤكّد أنّه لم يحقّق أهدافا سياسية باستثناء حفاظه الوقتي على تصدّر نتائج سبر الآراء التي تشير إلى أنّه الأوّل في نوايا التّصويت للانتخابات الرّئاسية القادمة بحسب نتائج سبر الآراء التي أعلن عنها مدير معهد "امرود كونسيلتينغ" نبيل بالعم يوم 4 ماي 2021 والتي أظهرت أنّ سعيّد يحتلّ المرتبة الأولى بالنسبة للانتخابات الرئاسية بـ 48 بالمائة من أصوات المستجوبين، تليه عبير موسي بـ 18 بالمائة.
(وقد أظهرت نتائج سبر الآراء التي نشرتها سيغما كونساي اليوم تراجع الرّئيس في سباق نوايا التّصويت إلى المركز الثّاني لأوّل مرّة منذ أوائل عام 2019).
بقلم الواثق بالله شاكير باحث في الإتصال السياسي