رأي: وداعًا للمناضل السياسي المنجي اللوز..
ذكريات كثيرة تتزاحم في ذهني بخصوص هذا المناضل الذي أفنى شبابه وعمره من أجل شعبه. عاش متواضعًا وزاهدًا.. فلم تكن تشغله في هذه الحياة غير السياسة وهموم الوطن. هكذا عاش ذلك الرجل الذي كان لا يحبّذ كثيرًا أضواء الإعلام، فساحته الأثيرة كانت مقالاته الدقيقة في جريدة "الموقف" والاجتماعات...
لا يمكن لمن مرّ بتجربة الحزب الديمقراطي التقدّمي (وغيرها) ألّا يذكر قدراته الفذّة على تحليل الواقع السياسي. من منّا لم يضحك معه ومن نكاته بخصوص السياسة وأهلها؟ من منّا لم يتعلّم منه شيئا من "تكتيك" السياسة؟
كنّا شبابًا يافعين... يملؤنا الحماس والاندفاع... وكنّا نختلف معه أحيانًا بشدّة... لكنه لم يكن يشخصن الأمور... وكان دائمًا يراهن على ما فيك من ايجابيّات، فينصحك ويرفع معنوياتك ويعزّز ثقتك بنفسك... ويشجّعك على الثبات في وجه بوليس الديكتاتورية وعثرات الطريق وتخلّي الرفاق...
فكنّا في لحظات الزهو والمرح نطلق على أنفسنا نحن شباب الحزب: "كتائب المنجي اللوز"...
وداعًا سي المنجي. لن أنساك ما حييت.
م: لمن يريد أن يعرف أكثر عن الرجل وعن جزء من مسيرته، الاستماع لشهادته أم هيئة الحقيقة والكرامة بالرابط بالتعليق الأوّل.
بقلم غسان بن خليفة