الأكثر مشاهدة

05 11:00 2025 ديسمبر

فجر لوبتيغي مدرب منتخب قطر مفاجأة كبيرة عندما طالب الفيفا بضرورة فتح ملف مباراة تونس وفلسطين آلتي إنتهت هدفين مقابل هدفين في إطار مواجهات الجولة الثانية لمسابقة كأس العرب لضمان تطبيق قوانين اللعب العادل لكرة القدم على حد تعبيره

على المباشر

افكار

رأي: في المطالبة بـ"سيسي تونس".. الرجعيّة الناعمة

:تحديث 13 21:37 2021 أفريل
ليلى حاج عمر
لا أعتقد أنّه يمثّل موقفا عقلانيا متوازنا، ولا يمكن أيضا أن نضعه في خانة المواقف التقدمية التي يمكن أن تدفع بنا إلى الخروج من مأزق يعملون بكلّ قوّة على الإبقاء عليه. ذلك أنّ سيسي تونسيّ يعني بحر دماء، ويعني أيضا سجونا جديدة تقام لاستقبال الآلاف الرافضين للاستبداد الجديد ( وهم ليسوا بالضرورة إسلاميين ) واضطرابات وهزّات أخرى لا حدّ لها وحملات قمع واسعة وتكميما للأفواه لا أعتقد أنّ التونسي قادر على تحمّلها بعد أن ذاق معنى الحريّة وعذوبة أن يقول رأيه عاليا دون أن يخشى بوليس الفجر.

صاحبة الموقف التي لم تعش القمع البوليسي لا تدري أنّها تنعم بهذه الحريّة التي وهبتها لها الثورة، وقد لا تدري أنّ مطالبتها بسيسي تونسيّ يعني حرمانها أولا من هذه الحريّة ( حرمان لم تذقه فترة الاستبداد ) وأنّ دعوتها ليست سوى نكوص إلى الوراء يشبه نكوص الفرد المتوتّر والمهدَّد إلى مراحل عمريّة سابقة إشباعا لرغبة في الإحساس بالأمان يوفّره "الأب" المستبد. حيلة لاشعوريّة تعبّر عن العجز عن مواجهة الحاضر وبناء تصوّرات جديدة مختلفة لوجودنا المشترك غير السرديات القديمة. وما أصغر المثقّف حين يعجز عن تقديم الفكرة الجديدة للناس فيظلّ يجترّ أفكارا قديمة وأوهاما شمولية لفظها التاريخ بعد أن اهتزّ تحت الأقدام الجامحة للغاضبين والمتعطشين إلى المختلف، وما أصغره حين يقف ضدّ هذه الإرادة ساعيا إلى ليّ عنق التاريخ وتحويل وجهته إلى الماضي الذي يصبح لديه لحظة الحقيقة الوحيدة.

أليست هي الرجعيّة الناعمة هذه النزعة إلى استعادة الاستبداد والإنهاء مع تجربة ديمقراطية نجحت، على علّاتها، في الكشف عن هول الخراب الذي أنتجه الاستبداد في البنى الذهنية، وفي بنية المجتمع والنظام الاقتصادي المختل؟ رجعيّة تذكّر بالرجعيين الفرنسيين الذين عارضوا إثر الثورة الفرنسية الديمقراطية والحكم البرلماني، وهو التاريخ الذي رافق تشكّل مصطلح الرجعيّة واستعماله.

لا أعتقد أنّ النموذج السيساوي الذي تدعو إليه هذه المثقفة، مع آخرين يشكّلون جوقة تهتف بنشيد الاستبداد باسم معاداة الرجعيّة، نفس النشيد الذي رُفع عقودا لقمع الحريات ومطالب العدالة والكرامة، هو النموذج الحلم لدى التونسي. فبعد تجربة صغيرة لعشر سنوات، مازال التونسي رغم كلّ الصعوبات التي تخنقه، وإرادة "تسميم" أجواء الحريّة لتعفينها، والصناعة اليومية للكذب والزّيف والمغالطة، ورغم محاصرة القابضين على الجمر الجديد، جمر الدفاع عن مكاسبنا الهشّة القوية على هشاشتها، مازال التونسي يغني نشيد الحريّة في صراع متواصل من أجل المستحيل. صراع قد يمكّنه يوما، في أرض لم تصنع الملاحم الكبرى الخالدة، أن يصنع ملحمته الأولى: ملحمة الانتصار على الرجعيات بأنواعها بما تعنيه من شدّ إلى الوراء ورغبة في إعادة إنتاجه بمنع حدوث التغيّر الاجتماعي، والانتصار خاصّة على الرجعية الناعمة تلك التي توهم بمقاومة الرجعيّة، ولكنّها تغرق فيها، لتصبح رجعيّة متستّرة بأسماء الحداثة لا تخدم سوى المستفيدين منها.

إنّنا أمام رجعيّة ناعمة تجد في استعادة "الأب" المتسلّط ( ذلك الأب الرمزي الذي أوهمونا زمنا أنّهم يريدون قتله ) توازنها الذي فقدته بغيابه، فإذا بها تبحث عنه في الجوار وتتمنّى استنساخه هنا ، داخل مجتمع صار يطلب أبا ديمقراطيا يحتضن الجميع بعدالة الأب الحقيقي وسماحته وانفتاحه.

بقلم ليلى حاج عمر 

كاتب المقال La rédaction

كلمات مفتاح

آخر الأخبار

منذ دقائق 7

من المنتظر أن يعود يوم غد الاثنين المنتخب الوطني التونسي الى تونس انطلاقا من الساعة التاسعة صباحا

منذ دقيقة 41

أعلن معهد أوروبا عن فتح باب الترشح لفائدة طلبة المجالات القانونية والاقتصادية والمالية من بلدان الجوار للاتحاد الأوروبي ومن بينها تونس، للحصول على منح دراسية في مرحلة الماجستير في اختصاص الدراسات الأوروبية، بعنوان السنة الجامعية 2026-2027، حسب ماجاء في بلاغ للإدارة العامة للتعاون الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي

منذ ساعة

لم تكن الأشعة المقطعية التي تُعرف طبياً باسم «التصوير المقطعي المحوسب» يوماً مصمّمة للكشف عن هشاشة العظام؛ حيث كانت فحوصاً عابرة تُجرى للصدر أو البطن أو الكلى، ثم تُنسى في الأرشيف، كما تُنسى تفاصيل يوم مزدحم لكن جامعة نيويورك كشفت هذا الشتاء أن في هذه الصور أسراراً أخرى لم تُخلق عينٌ بشرية لرؤيتها، لكن الذكاء الاصطناعي يلتقطها بسهولة مدهشة