المحطة متعددة الأنماط gare multimodales بصفاقس : الانجاز يمر عبر بعث مؤسسة خاصة بالمشروع
فقد تسبب فقدان الغاز اضطرابا لدى أكثر من 3300 تاكسي في الجهة وهي التي يقع الاعتماد عليها كوسيلة نقل ليس اختيارا بل إجبارا أمام عجز النقل العمومي بصفاقس على توفير هذه الخدمة الاجتماعية ذات الأبعاد الاقتصادية.
ومن بين البرامج المعتمدة لتحسين النقل الجماعي وتجاوز ضعف مردودية النقل العمومي الحضري بفعل الأزمة الخانقة التي تعيشها شركة النقل بصفاقس والاستجابة لطلبات المواطنين الذين اجبروا على استعمال السيارات الخاصة او الاعتماد على "التاكسيات" الفردية تم إقرار سنة 2014و بعد 3 سنوات من الدراسة مشروع شبكة خطوط النقل الجماعي في مسالك خاصة (TCSP) والذي يتكون من خمسة خطوط : 2 خطوط مترو (33.5 كلم) و3 خطوط حافلات ذات جودة عالية (36,5 كلم). وقد تمّ اعتماد مرحليّة في إنجاز الشبكة تنقسم إلى أربع مراحل :
المرحلة الأولى: في غضون سنة 2022:
تتمثل في إنجاز جزء من الخط الأول للمترو ( T1 ) بطول 13.5 كلم (من جملة 22.8 كلم بالنسبة لهذا الخط) وتهيئة المسارات الأخرى التي تمّ تحديدها ضمن الشبكة المعتمدة.
المرحلة الثانية : في غضون سنة 2024:
تتمثل في إنجاز جزء من الخط الثاني للمترو (T2 ) بطول 7.8 كلم (من جملة 10.7كلم بالنسبة لهذا الخط).
المرحلة الثالثة: في غضون سنة 2026:
تتمثل في استكمال إنجاز الخط الأول للمتروT1 بتمديده لحيّ الأنس بالشمال (9.3 كلم)
غياب هيكل القيادة
بالتوازي مع شبكة المترو تم إقرار انجاز محطة متعددة الأنماط"باعتبارها من التجهيزات الضرورية لتحسين منظومة النقل الحضري بصفاقس و تحسين الخدمات المسداة للمواطن. ولم يسجل المشروع أي تقدم يذكر مثلما هو الشأن لبقية المشاريع الأخرى سواء التابعة لوزارة النقل أو لوزارات أخرى .
ففي ظل عدم وجود هيكل حامل للمشروع فان التوقع بتحقيق تقدم في إنجازه يصبح ضربا من الخيال و يجعل منه حبرا على ورق.
ولتجاوز التأخير فان أولى الخطوات الواجب قطعها هي التسريع بانجاز الدراسات الفنية الضرورية ولتحقيق السرعة والنجاعة المطلوبتين وجب إحداث هيكل يعني بالمتابعة والتنفيذ والانجاز باعتباره الآلية الضرورية لتجاوز كل الإشكاليات .
كما أن هذا الهيكل يساعد الأطراف المتداخلة في المشروع على التنسيق بينها من اجل تجاوز كل العقبات التي قد تعترضه وما أكثرها في صفاقس .. ومهما يكن الشكل القانوني فان هذا الهيكل يمكن أن فاعلا سواء كان شركة أو مؤسسة عمومية تحدث للغرض على غرار "شركة المحطة المتعددة الأنماط بسوسة"
نظرة على التاريخ
لما استقبل رئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد أعضاء تنسيقية البيئة في فيفري 2017 للحديث عن أفاق التنمية وتجديد الطلب وقتها بغلق معمل السياب طرح المشاركون في اللقاء موضوع بعث محطة متعددة الوسائط في صفاقس كأحد مطالب الجهة وهذه المحطة تجمع كل وسائل النقل من حافلات وقطارات ومترو وتاكسيات للمساعدة في تجاوز معاناة مواطني المدينة مع النقل الحضري خاصة بعد أن توجه المواطنون إلى استعمال السيارات الخاصة أو الاعتماد على سيارات التاكسي وهو ما تسبب في أزمة مرور خانقة .
لقد تم اقتراح المنطقة المحاذية لملعب عامر القرقوري لتكون الفضاء الذي سيحتضن المحطة المقترحة . وسيساعد هذا الاختيار على نقل محطة القطارات الحالية مما يسمح بفتح مشروع تبارورة على المدينة وتجاوز احد أهم معوقاته . كما سيسهل اختيار هذا الفضاء انسياب النقل الجماعي خاصة بعد دخول مشروع المترو حيز الاستغلال .و قد أعطى يوسف الشاهد حينها لوزير النقل أنيس غديرة تعليماته لعقد جلسة للنظر في مقترح التنسيقة وهو ما تم بالفعل مساء اليوم نفسه .
ورغم ذلك دخل المشروع حيز النسيان وبعد أشهر قليلة قدم وزير النقل آنذاك فكرة إنشاء محطة متعددة الوسائط في المنستير وبعد أشهر فكرة محطة سوسة وبعثت شركات لكل محطة لمتابعة انجاز المشروعين في حين بقيت محطة صفاقس في الأخذ والرد.
محطة الارتال
شهدت سنة 2019 عودة الاهتمام بعد تجاوز الإشكال الخاص بفرضيات انجاز محطة متعددة الوسائط وربط مشروع تبرورة بوسط مدينة صفاقس.وتم اعتماد الفرضية الثالثة المقترحة من الجهة على ان يتم بالتوازي مزيد التعمق بخصوص المسائل الفنية لتهيئة الفضاء "السككي" لمحطة الارتال وتقديم جدول زمني لإنجاز أشغال المشروع مع ضرورة طرح تصوّر لتثمين المخزون العقاري لمحطة الارتال بصفاقس والذي سيتوفر بعد انجاز المشروع وتأثيره المباشر على مردودية مداخيل الشركة الوطنية للسكك الحديدية.
خلاص تبارورة
سيمكن انجاز المحطة متعددة الوسائط بصفاقس من رفع عديد العراقيل أمام مشروع تبارورة الذي يراوح مكانه رغم كل المجهودات المبذولة .فهذا المشروع وفي ظل غياب انخراط واضح من قبل الحكومات المتعاقبة للدفع به إلى الإنجاز والاقتصار على اعتماد تمشي خاطئ للترويج له دون التكفل بالبنى التحتية لم يعرف تقدما ملموسا .ويعيش بطأ في رفع العراقيل أمامه وهي المتمثلة في الانفتاح على المدينة عبر تحويل محطة الارتال والربط مع طريق المدخل الشمالي الجنوبي واعتماد مقترح المجتمع المدني في الجزء الخاص بالمنطقة إضافة الى تطبيق قرارات المجالس الوزارية الخاصة بتبارورة سنة 2012و2016
إحدات مؤسسة تشرف على انجاز المحطة متعددة الوسائط والتسريع في انجاز المترو و تنشيط مطار صفاقس وتهيئة ميناءها وتسريع انجاز ميناء الصخيرة من خلال تفعيل الاتفاق الحاصل بين ديوان الموانئ وشركة الترابسة، مشاريع تابعة لوزارة النقل لكنها لم تسجل تقدما يذكر رغم انعكاساتها السلبية على التنمية في الجهة . فمتى يفتح الوزير هذه الملفات ؟
كاتب المقال La rédaction