رأي: صفاقس ووزاة النقل الأسئلة التائهة..
ومثلما كان الشأن في المرة الماضية عند استضافته من قبل إذاعة الديوان أثار ما جاء على لسان الوزير هذه المرة كذلك ردود فعل سلبية لدى الرأي العام في الجهة خاصة وقد تزامنت تصريحاته مع تصريحات زميلته وزيرة الرياضة بالنيابة حول التخلي على المدينة الرياضية والاقتصار على ثلاث مكونات لمنشات رياضية بدعوى ارتفاع التكلفة .
تأخير الانجاز هو أصل الخلاف مع الجهة
مرة أخرى يعود وزير النقل للحديث على موضوع المترو بصفاقس و هذه المرة كذلك لم يكن دقيقا في كلامه حيث ان المشروع في الحقيقة ليس بمواصفات المترو المتعارف عليه بل هو ترامواي وشتان بين الشكلين . كما تضمن تصريحه لقناة التاسعة مغالطة كبرى حيث اعتبر ان سبب تعطل المشروع كان خلافا في الجهة وهذا مجانب للحقيقة والمعروف أن كل تأخير في الانجاز يتيح الفرصة لبعض الأطراف لإبداء رأيها مجددا في الموضوع وتقديم اقتراحات وتصورات قد تبدو غريبة وهذا ناجم عن عدم الثقة في الوعود التي ضربتها السلط والتي لا يقع احترامها .
كما يرتكز البعض على مثل هذه المقترحات لتبرير التأخير ورمي الكرة في ملعب الخلاف الجهوي وهذه رياضة تعرفها صفاقس منذ أكثر من ستين سنة . وبالعودة إلى التصريحات سواء لرئيس الحكومة الأسبق او لوزراء النقل السابقين فان سنة 2019 هي سنة انطلاق الانجاز عل ان يشرع في الاستغلال سنة 2022 يعني السنة القادمة.
وها ان السيد الوزير الحالي مثل سابقيه يختلق التعّلات لتبرير التأخير بل التملص من المشروع فالوزارة وليست الأطراف الجهوية التي تحدث عليها الوزير هي سبب التأخير فلو انطلق الانجاز لما قدّم أي طرف تصورا جديدا هذا أولا أما ثانيا فقد صرح وزير النقل في قناة التاسعة ان المدير العام لشركة المترو أحيل على التقاعد وألحقه بديوانه كمستشار و صمت في المقابل على الإعلان عن موعد تسمية مدير جديد علما وان المدير السابق كانت الوزارة جددت له سنة بعد التقاعد أفليس التأخير في تعيين مدير عام جديد للشركة وبقائها من دون مدير عام سيلقى بظلاله على الآجال ?
أما بخصوص المسارات و المسار رقم واحد والذي قال عنه الوزير انه سبب التأخير نظرا لخلاف بشأنه. ولكنه في المقابل لم يذكر أن المسار المدرج كان فرض من طرف مكتب الدراسات الفرنسي الذي كلفته الوزارة بإجراء دراسة المشروع علما وان هناك خبراء تونسيون عارضوا هذا المسار بطريق تنيور ولكن مكتب الدراسات أصر عليه وقدر ان تكون الحوزة ب28 مترا وهي مساحة لا يمكن في حال من الأحوال ان تتوفر على كامل طريق تنيور وخاصة في بدايته وعلى مدى أربعة كيلمترات على الأقل والسؤال عندما يطالب مواطنو صفاقس بتطبيق ما جاء في الدراسة بحذافرها هل سيخرج الوزير علينا ليتهم أطرافا في الجهة بتعطيل المشروع ? وان قبلوا فهل لا يعد هذا تجاوزا لمضمون الدراسات ? فماهو الحل ? لقد وقع الإصرار على الانطلاق من طريق تنيور رغم ان الجزء الاخر للمسار الاول في اتجاه جنوب المدينة يمكن ان ينطلق العمل فيه لحل مشكلة نقل عدد كبير من متساكني الأحياء الشعبية المتمركزة هناك . قد اتهم بأنني أعطل المشروع بتقديم هذا الاقتراح فكيف أعطل مشروعا هو معطل في حد ذاته ? ما لم يقله وزيرالنقل ان الشركة الوطنية للسكك الحديدية هي التي رفضت أن يمر خط الترمواي بطريق تونس رغم وجود الأراضي رغم أهمية الجدوى نظرا لوجود منطقة آهلة وهي ساقية الزيت .
ميناء الصخيرة والمطار المعطلان لا خلاف عليهما
لقد تحدث الوزير على عديد الملفات المتعلقة بالنقل ولكنه تناسي او نسي موضوع ميناء الصخيرة المهم للنشاط الاقتصادي ليس جهويا بل وطنيا والذي سجل تأخرا كبيرا في الانجاز علما وان أبناء الجهة ليسوا مختلفين بخصوصه فلماذا لم يشر الوزير في تدخلاته الى المراحل التي قطعت ام ان مشروع ميناء النفيضة اهم بالنسبة لوزير النقل ?. نفس الشيء بخصوص مطار صفاقس الدولي المعطل هو أيضا ولعله من الصدف أن لا تذكره السيدة الفة الحامدي الرئيسة المديرة العامة لتونيسار المقالة في رسالتها الى رئيس الجمهورية حيث اعتبرت أن من بين أولوياتها كان تنشيط خط جوي جهوي بين قابس وطبرقة .وهذا مهم لكن ما جدواه في حين لم تتحدث عن تنشيط مطار صفاقس .
لعلمك السيد الوزير تحتضن صفاقس الأسبوع القادم ملتقى رجال أعمال تونسي ليبي لتنمية التعاون بينهم فهل وقعت دعوتك للحضور والحديث عن تنشيط مطار صفاقس حتى يساعد رجال الإعمال على التنقل من و الى طرالبس ومتابعة التعاون ? وهل ستأتي الى صفاقس للحديث على بعث خط بحري بين صفاقس وطرابلس لتطوير المبادلات التجارية بين البلدين ?
المحطة متعددة الوسائط
انهي بموضوع المحطة متعددة الوسائط والتي لم تذكرها رغم أهميتها في تجاوز عديد الإشكالات الخاصة بفتح تبارورة على المدينة فوجود محطة القطار الحالية تمثل احد أهم العوائق التي تحول دون تجاوز تبارورة اكبر مصاعبها نظرا لوجود محطة القطار فهل مواطنو صفاقس مختلفون بشأنها حتى لا تسجل تقدما ?
كنت أتوقع ان لا يتناول وزير النقل مثل هذه المواضيع في الوقت الحالي لسبب بسيط لان هناك مجلس وزاري مضيق خاص بصفاقس يوم 10 مارس تم الإعلان عنه بعد الزيارة التي قام بها الوفد الحكومي . فهل أراد الوزير استباق مخرجات المجلس الوزاري ? ام انه على اطلاع ان تلك المواضيع لن يقع التطرق لها في المجلس رغم طلبات الجهة المتجددة بشأنها . وهل يشاطر رئيس الحكومة رأي وموقف وزيره للنقل ووزيرته للرياضة بالنيابة حول التوجهات بخصوص هذه المشاريع ? أسئلة عديدة . لنترقب يوم 10 مارس . صفاقس لن تقبل إن يقع إخراجها من الخريطة.
بقلم: حافظ الهنتاتي
