الأكثر مشاهدة

21 12:17 2024 نوفمبر

علمت ديوان أف أم من مصادرها المطلعة ان الهيئة المديرة للنادي الإفريقي اتمّت بنجاح التعاقد مع اللاعب الغاني 'ريشارد بوادو' في صفقة انتقال حر، في إنتظار الإعلان الرسمي خلال فترة الإنتقالات الشتوية.

على المباشر

بو العرّيف
يعرف كل شي... مايفلّت شي ... معلومات ، أسرار، حكايات من التاريخ عجايب وغرايب  تسمعوها كل يوم من الاثنين للجمعة في "بو العرّيف" ابتداء من الماديساعتين بو العرّيف مع رامي الفوراتي  على ديوان اف ام مع بعضنا الصيف يحلى
تنشيط
افكار

رأي: هل كان خطاب المشّيشي بمناسبة عيد الأضحى شعبويا؟

19 22:26 2021 جويلية
رأي: هل كان خطاب المشّيشي بمناسبة عيد الأضحى شعبويا؟
يقول الباحث الألماني يان فيرنر مولر في كتابه "ما الشّعبوية؟" أنّه يمكن التّعرّف إلى الخطاب الشّعبوي من خلال استحضار السّياسي للأزمات ونقده النّخب الحاكمة وسلوكاتها السّيئة، واستمداد الشّرعية من الشّعب وبذلك "يمكن أن نعثر على شيء من الشّعبوية في خطاب كلّ السّياسيين". ومن العناصر الأساسية للخطاب الشّعبوي لعب دور الضّحية والتّسويق لذلك لإخفاء الفشل السّياسي وهي استراتيجية لاستقطاب المواطنين وخلق صراعات سياسية وكشف أعداء جدد (سواء كانوا في الحكم أو في المعارضة) وتحويل الأزمة إلى وضع دائم.

وقد اعتمد رئيس الحكومة هشام المشيشي أسلوبا اتّصاليا شعبويا في خطابه الذي توجّه به إلى التّونسيين هذه اللّيلة في مستهلّ النّشرة الرّئيسية لأخبار القناة الوطنية الأولى وسنبيّن ذلك من خلال العناصر التي استعملها المشّيشي في خطاب تهنئته بمناسبة عيد الأضحى الذي يحتفل به عدد كبير من التّونسيين في ظروف استثنائية يخيمّ عليها الوباء الذي لم تظهر حكومة المشّيشي استعدادا كافيا للحدّ من خطورته، حتّى أنّ عددا من أعضائها وربّما رئيسها ذهبوا للاستجمام في عطلة نهاية الأسبوع وقد كانت المستشفيات التّونسيين تواجه أزمة نقص الأوكسيجين، وعدد الموتى بالعشرات.

أوّلا تتنزّل كلمة رئيس الحكومة في إطار تهنئة التّونسيين بمناسبة عيد الأضحى، إلّا أنّ تهنئة المشّيشي للمواطنين لم تتجاوز بعضة ثوان، فقد استغلّ هذه الكلمة ليوجّه نقده لخصومه ومنتقديه ومن لا يقدّمون يد العون للحكومة. وقد عبّر المشّيشي عن ذلك صراحة حين قال أنّ ثمّة "من يكرّس كلّ الجهود وكلّ الإمكانيات والوسائل غير المشروعة التي تغيب فيها حتّى أخلاق الحرب لضرب الحكومة ويشوّهها". ولم تكن هذه المرّة الأولى التي يوجّه فيها هشام المشّيشي مثل هذا الخطاب الحادّ، فمنذ يومين انتقد سياسة وزير الصّحة في مجابهة فيروس كورونا وفي عملية التّواصل وإيصال المعلومة قائلا أنّه من الضّروري "إنهاء هذا السّرك". ويعدّ هذا الأسلوب من الأساليب التي يقوم عليها الخطاب الشّعبوي الذي يقوم على معاداة النّخب والمؤسّسات وانتقادها باستمرار واعتبارها مسؤولة عن الفشل والتّقصير وسوء إدارة الشّأن العام، وكأنّ المشّيشي ليس رئيسا لهذا الفريق الحكومي الذي تسبّب في هذه الأزمة الصّحية التي تعيش على وقعها البلاد والتي أودت بحياة عشرات آلاف المواطنين منذ تولّي هشام المشيشي رئاسة الحكومة في 2 سبتمبر 2020. فرئيس الحكومة الذي ينتقد مسؤولي الدّولة وعددا من أعضاء فريقه الحكومي يقدّم نفسه في المقابل في صورة المجتهد الذي "تحمّل المسؤولية رغم دقّة المرحلة ورغم كثرة المكائد والمؤامرات" وهمّهه الوحيد هو "إنقاذ أرواح التّوانسة" رغم صعوبة المهمّة في الظّروف الحالية.

ثانيا يتنزّل خطاب المشّيشي في ظرف يتلقّى فيه وحكومته موجة من الانتقادات الحادّة جرّاء ضعف إدارته أزمة كورونا وعجز حكومته عن توفير اللّقاحات للمواطنين مع ارتفاع الحصيلة اليومية لضحايا الفيروس إضافة إلى ورود معلومات نشرتها منظمة أنا يقظ التي تفيد بأنّ المشّيشي تنقّل يوم الجمعة إلى أحد النّزل بالحمّامات رفقة عدد من الوزراء لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بعد الإعتذار عن الحضور في جلسة برلمانية بسبب الأوضاع الوبائية. فالمشّيشي الذي ظهر مرتبكا لدى إشرافه المتأخر على اجتماع خليّة الأزمة في وزارة الصّحة بخصوص أزمة الأوكسيجين في المستشفيات التّونسية (وقد حظر في زيّ غير رسمي)، اختار أن يواجه منتقديه من خلال خطابه المباشر الذي تابعه عدد كبير من التّونسيين في مستهلّ النّشرة الرّئيسية للأنباء، حيث تعمّد انتقاد خصومه الذين وصفهم بـ"الشّعبويين" مؤكّدا أنّه اختار "طريق المسؤولية" بدلا عن "الاستثمار السّياسي" و"الشّعبوية" التي كان من الممكن استغلالها لتحقيق "نقاط سياسوية تافهة أو شعبية زائفة لا تسوى شئيا" على حدّ تعبيره. والظّاهر أنّ المشيشي يشير في كلامه إلى رئيس الجمهورية قيس سعيّد الذي سبق أن انتقد أسلوبه الشعبوي في مناسبات سابقة.

ويرى بعض الباحثين ومنهم الألماني فيرنر أنّ انتقاد الشّعبويين يعدّ شعبويّة وهذا ما يمكن أن نطبّقه على خطاب المشّيشي الذي انتقد من خلاله خصومه ووصفهم بـ"أمراء الحرب" و"المستثمرين السّياسيين" حيث يتخلّى عن ثقل المسؤولية التي يلقيها على عاتقه عدد كبير من التّونسيين ويلقيها على عاتق خصومه الذين يرى أنّهم عرقلوا عمل حكومته التي لن تستسلم وستواصل العمل من أجل حماية صحّة التّونسيين.

ورغم أنّ المشيشي بدا منتقدا للشّعبوية فإنّ خطابه اللّيلة كان شعبويا بامتياز فمن سمات الخطاب الشّعبوي حسب باتريك شارودو أنّه يعتمد بشكل كبير على الإغواء من خلال عرض القيم في شكل سيناريو درامي يلامس روح الجمهور وأحاسيس المواطنين لغايتين وهما إمّا كسب تأييدهم ومساندهم لأفكاره، أو لثنيهم عن اتّباع سياسة وأفكار طرف منافس له أو معارض لتصوّراته. ويتكوّن هذا السّيناريو التّراجيدي حسب شارودو على ثلاثة عناصر وهي إثبات حقيقة أنّ المجتمع يعيش وضعا إجتماعيا كارثيا وأنّ المواطن هو الضّحية الأولى وهذا ما أراد تأكيده رئيس الحكومة من خلال خطابه الذي عبّر فيه عن دقّة الوضع الصّحي الحالي في البلاد. ويتمثّل العنصر الثّاني في تحديد مصدر الشّرّ والمسؤول عنه وفي هذه الحال الخصم هو رئيس الدّولة الذي لا يفوّت فرصة ليعبّر فيها عن استيائه من عمل الحكومة إضافة إلى مساندي الرّئيس ووزير الصّخة المحسوب عليه والذي وضعه المشّيشي منذ فترة في مرمى نيرانه. ويتمثّل العنصر الثّالث في هذا السّيناريو التّراجيدي للخطاب الشّعبوي في الإعلان عن الحلّ والبديل الذي يقدّمه السّياسي، وفي هذا السّياق فالبديل هو المشّيشي وحكومته التي تعمل من أجل مصلحة الشّعب رغم كلّ العراقيل التي تواجهها.

ورغم شكره لرئيس الجمهورية الذي بذل جهدا دبلوماسيا كبيرا في الفترة الأخيرة لاستجلاب اللّقاحات المضادّة لكورونا فإنّ المشّيشي يؤكّد أنّه كان فاعلا رئيسيا في حلّ مشكل اللّقاحات من خلال "التّعليمات" التي يسديها في كلّ مرّة لتسريع عمليّات التّطعيم.

ثالثا كان مصطلح الشّعب حاضرا في أكثر من مرّة في خطاب المشيشي هذه اللّيلة التي تحدّث فيها عن ضرورة عودة "الوعي بالمصلحة الجماعية للتّونسيين" و"صحّة شعبنا" و"الحلم الجماعي" الذي يجب بناؤه سويّا وفق تعبيره. فالمشّيشي يرى الحلّ في "الوحدة" و"التّضامن الوطني الواسع" مشيرا إلى أنّ الحكومة أخذت بعين الإعتبار جملة من المعايير قبل إعلان قراراتها الرّامية إلى الحدّ من وطئة الوباء مبرّرا بعض القرارات بأنّ المواطنين إذا توقّفوا عن العمل ليومين فـ "ما ياكلوش الخبز" ولذلك تمّ مراعاة جميع الشّرائح والفئات المجتمعيّة (خدّامة، شهّارة، فقراء، أصحاب مشاريع، وعاطلين عن العمل...) قبل اتّخاذ أيّ قرار.

لم يقدّم المشّيشي في هذا الظّهور حلولا ولا برنامجا واضحا لمواجهة الوباء خلال الفترة القادمة فقد حاول من خلال خطابه الذي كتب في اتّجاه التّملّص من مسؤوليته عن الفشل الذّريع في إدارة أزمة كورونا التي تواصل حصد الأرواح في كلّ يوم محاولا استغلال حالة الاستياء وعدم الرّضا لدى الطّبقات الشّعبية عن طريق الحديث عن الأزمات (الوضع الصّحي المتأزّم) وتوجيه التّهم إلى المسؤولين الذين تسبّبوا في هذه الأزمة (والذين لا ينتمي إليهم) إضافة إلى حديثه عن مصدر شرّ خفيّ يعيش بعيدا عن واقع الشّعب ويعرقل عمل حكومته، وهذه كلّها مقوّمات لخطاب شعبوي يقوم على انتقاد النّخب والتكلّم بما يعجب الشّعب، وهو ما يعتبره الباحثون شعبوية إقصائية، وهي المرحلة التي تتوسّط الشّعبوية الفارغة والشّعبوية الكاملة. وعادة ما تكون الشّعبوية الأسلوب الاتّصالي الأمثل لكلّ السّياسيين الذين لا يملكون برامج وأفكار سياسية قابلة للتّنفيذ فهم عادة ما يلجؤون إلى نوع من الخطاب التّبسيطي الذي يقدّم حلولا سهلة والذي يقوم أساسا على نقد الآخرين والاحتفاء بالشّعب.

بقلم الواثق باللّه شاكير

 

كاتب المقال La rédaction

كلمات مفتاح

آخر الأخبار

منذ ساعة

أفادت وزارة الصناعة والمناجم والطاقة بأنه سيتم تشكيل فريق عمل لإعداد إطار تعريفي لتطوير منظومة غاز الميثان الحيوي « بيوميتان » والكهرباء الناتجة عن تثمين الغاز الحيوي بالشبكات الوطنية للكهرباء والغاز

منذ ساعة

صدر بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية أمس الجمعة 22 نوفمبر 2024، قرار عن وزير الشؤون الاجتماعية يتعلق فتح مناظرة خارجية لانتداب الأشخاص ذوي الإعاقة بالقطاع العمومي

منذ ساعة

تدور اليوم السبت جملة من المباريات ضمن الدوريات الأوروبية الكبرى