رأي :عذرا سيدي الوزير... لماذا تقصي صفاقس من الخط البحري مع مصراطة؟
ففي كل دول العالم تعمل الحكومات على تلبية طلبات المستثمرين باعتبار أنهم قاموا بدراساتهم وهم عارفون بمصالحهم وحاجياتهم الا في تونس .ومرة أخرى يبحث وزير النقل عن مبرر او قل تعلات لإبعاد صفاقس من الدورة الاقتصادية.
قد يعتبر البعض كلامي تجنيا على الوزير لكن ما دار أمس في اجتماع وزير النقل مع رئيس منتدى التعاون الاقتصادي الليبي التونسي يؤكد كل ما تقدم.
فقد اعلم رئيس مجلس التعاون الاقتصادي الليبي التونسي وزير النقل بانتهاء أشغال انجاز المحطة البحرية بمصراطة وعبر عن رغبة الجانب الليبي في فتح خط بحري لنقل المسافرين والسيارات يربط صفاقس وحلق الوادي .
وجاء في البلاغ الصادر عن وزارة لنقل والذي أورد الخبر أن الوزير عبر عن استعداده لتسهيل فتح هذا الخط مع الإشارة حسب بلاغ الوزارة الى انه يمكن الشروع في تسييره عبر ميناء حلق الوادي وجرجيس في مرحلة اولى ثم في ميناء صفاقس بعد تهيئة المرافق التي تتطلبها الحركة في الميناء.
قد تبدو اجابة الوزير عادية ومنطقية ولكن وبالتدقيق فيها يمكن ان نتوقف عند بعض الجوانب.
فقد طلب الجانب الليبي بخط بحري بين مصراطة وصفاقس وحلق الوادي والأكيد ان هذا الطلب لم يكن عفويا بل هو ناتج عن حاجة ملحة او تصور استراتيجي لرجال الأعمال الليبيين ورؤيتهم لتنمية المبادلات بين البلدين وربط مصراطة بالعاصمة تونس مفهوم وربطها بصفاقس له مبرراته الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
فالمدينتان لهما علاقات وطيدة اجتماعيا واقتصاديا والتبادل بينهما كان يمثل اهم جزء من التبادل الاقتصادي بين البلدين. فالمدينتان وعبر غرفتي الصناعة والتجارة طورتا في بداية سنة الألفين تعاونا كبيرا ترجم في تنظيم عديد المعارض في مصراطة بدعم ورعاية من غرفة التجارة والصناعة بصفاقس وفي تنظيم مشاركات مكثفة بين رجال الأعمال في كل التظاهرات التي احتضنتها صفاقس والتي اقيمت في مصراطة وحتى طرابلس .
فالمدينتان لهما تقريبا نفس الخصائص الاجتماعية والاقتصادية وهو ما سهل التقارب الكبير بينهما والذي تواصل الى حد اليوم رغم الظروف التي مر بها البلدان.
الجانب الثاني هو إجابة الوزير فعندما يطلب مستثمرون خطا بحريا مثلما ذكرنا فهم عارفون بطلبهم المحدد فكيف يقترح عليهم الوزير جهة لم يطلبوها فهل هوعارف أكثر بحاجياتهم. كماإن القول في انتظار تهيئة المرافق بميناء صفاقس يعد إجابة فضفاضة فهل قدم موعد لذلك ؟
يبدو في الظاهر أن الجواب ايجابي أما في باطنه فهو رفض مقنع خاصة وان الوزير اقترح ميناء جرجيس بديلا وهو على ما اعتقد اقتراح غير ذي جدوى باعتبار ان المسافة الفاصلة بين مصراطة وجرجيس ليس كبيرة وان النزول في جرجيس لن يساعد المسافر الليبي الذي يريد يتحول الى صفاقس او سوسة باعتبار المسافة الرابطة بين جرجيس وصفاقس والتي هي نفس المسافة من مصراطة وجرجيس فالربح لن يكون كبيرا .
الجانب الثالث والمهم لقد اكدت إجابة الوزير الحصار المضروب على صفاقس جوا وبحرا وهو الحصار الذي يثار في كل مرة كسياسة ممنهجة ضد الجهة وكان الجواب دائما هذا غير صحيح . فعدم وجود مرافق مهيئة في ميناء صفاقس لاستقبال المسافرين هو دليل إضافي على هذا الحصار.
ان القول ليس لنا مرافق هو في الأخير إجابة موضوعية ولكن في بواطنها رغبة في إقصاء الجهة بدعوى عدم وجود المرافق. فمن المسؤول عن عدم وجود المرافق أليست الحكومات المتعاقبة واليست وزارة النقل نفسها . منذ سنوات عديد والجهة تطالب بتهيئة الميناء و منع شحن الكبريت منه وإدماجه في المدينة كجزء مهم من المظهر العمراني والتاريخي والاقتصادي لها ولكن لا من مجيب . واليوم نتشدق بعدم جاهزية الميناء وتحويل المقترح الى منطقة أخرى .
لماذا تأخر مشروع تهيئة ميناء صفاقس ? ولماذا لم تتوصل وزارة النقل الى حد اليوم غالى حل الإشكال الذي يعود لسنة 2008 مع وزارة الصناعة للشروع في انجاز ميناء الصخيرة .
لقد اطلعت في المدة الاخيرة على مثال تهيئة ميناء صفاقس في جزئه الشمالي والذي سيخصص جزء منه لبواخر النقل بين صفاقس وقرقنة وجزء اخر من الرصيف الشمالي الى بواخر croisière فلماذا لا تقع إقامة مأوى خاص وقتي للخط البحري بين صفاقس ومصراطة في انتظار انجاز التهيئة النهائية ? فصفاقس متعودة على الحلول الجزئية والوقتية .
لو طلبت سيدي الوزير من جهة صفاقس ان تساهم في انجاز هذه المحطة الوقتية لما تأخر رجالها لأنهم أولا متعودون على القيام بدور الدولة في العديد من المجالات وثانيا نظرا للعلاقة الممتازة بين صفاقس وليبيا ومصراطة بالخصوص
لقد كانت اجابات وزير النقل ادراية ولا تعكس مسؤوليته كوزير مستعد لرفع العراقيل أمام مطالب المستثمرين لانجاز المشاريع. وكم من شروع اصطدم بعقلية إدارية تتحكم في مسئولينا .
فهل بمثل هذه العقلية يمكن لتونس أن تجد لها موقع قدم في خطة أعمار ليبيا ? في كل مرة اتاكد ان تونس تفتقر لإستراتيجية واضحة للمساهمة في اعمار ليبيا التي انطلقت . ورغم رغبة الإخوة الليببن الكبيرة لمساعدة التونسيين على المشاركة الا أنهم كثيرا ما يصطدمون بعدم مبالاة الجانب الرسمي التونسي وهو موقف مخيب لأمال التونسيين واللبيبين
فلماذا لم يقع استثمار رسمي للنجاح الكبير للمنتدى الاقتصادي التونسي الليبي الذي التئم في صفاقس مؤخرا ولم يتحول آي وزير الى ليييا للمتابعة والتعبير عن الاستعداد لدفع التعاون
طرابلس استقبلت مؤخرا وفدا ايطاليا يتكون من 11 وزيرا و65 رجل اعمل وايطاليا ستتولى انجاز الطريقة السريعة السلوم راس جدير اي التي ستربط الحدود المصرية التونسية . هذا احد الأمثلة على دور الحكومات التي تنزل بثقلها من اجل مصالحها وهو ليس الوحيد .فكل الدول تمضي الاتفاقات وتبحث عن موقع لها في خطة اعتمار ليبيا الا تونس .
الصراع السياسي في البلاد ثمنه باهض في الأرواح بفعل الكوفيد والتكلفة الاقتصادية عالية الثمن في الوقت لذي تحتاج فيه تونس إلى كل مليم. ةالقائمون على ادارة شؤونها اما عاجزون واما غير مهتمين الا بكراسيهم .
حافظ الهنتاتي