رأي : الخاسر ومنذ مدة هو مساحة العقلانية والمبادئ في الشأن العام
طبعا، أن يقرر المتلقي أو المتابع أو المصطف إقرار الحالة الاستثنائية، فيسمح لمن يشجع بأن يتجاوز المبادئ والضوابط، قرار شخصي هو حر فيه. لكن دوام الاستثناء، أو تكرار اللجوء إليه، يقتله.
ما يفعله النائب راشد الخياري منذ مدة، منها ما قام به هاته الليلة، اعتراف بفشله كنائب لتأدية دوره وتحقيق المصلحة العامة لا الفتنة. رغم الخصومة السياسية الواضحة بينه وبين رئيس الجمهورية، إلا أنه منتخب مثله، عن طريق انتخابات نظمتها الهيئة العليا المستقلة للانتخابات - مثله، وراقبها القضاء الإداري والمالي - مثله. إذا، أي تشكيك في نتائج الانتخابات الرئاسية (وهو حقه) يشمل أيضا نتائج الانتخابات التشريعية التي أفرزته. أحيي ما يطلبه من محكمة المحاسبات من تدقيق، وأذكره أن مجلس نواب الشعب، والذي يجد نفسه عضوا فيه، فيه من النواب من فاز رغم جرائمه الانتخابية، حسب تقرير دائرة المحاسبات طبعا، دون تحرك النيابة العمومية.
لذا، فلنتذكر أن المجلس يعرف الرئيس، والرئيس يعرف المجلس.
إن الخندق الذي يحفره الفاعلون السياسيون ذو فائدة مباشرة لهم، فيصبح الخيار إما معي، أو أنت العدو الواضح على الضفة الأخرى، أو الموت السياسي في الحفرة.
لكن الأثر يغلّفنا جميعا - السيء أو الإيجابي. عندما أقرأ التعاليق على كل ما ينشره السياسيون، أرى الأثر، وأتمنى بكل جوارحي وسذاجتي وأملي أن يكون أثرا افتراضيا فقط.
تذكّر وتذكير: التقية في كل مذاهب السياسة كذب ونفاق وإن سمح بها النص القانوني.
بقلم : شيماء بوهلال