رأي: درس العين السّخونة
لست بارعا في خطاب الوعظ والإرشاد والتّحذير من الفتن والتّذكير يقيم التّسامح والتّضامن ومآثر أهالي المنطقة والتّاريخ المشترك، لكن لو أردت التوجّه بكلمة لأهالينا الأعزّاء المتنازعين على أرض تواتر الحديث عن مستقبلها الواعد لقلت لهم إنّ النّزاعات التي لا تفضّ على المستوى الأهلي المحلّي بالتّفاوض بين الوجهاء والعقلاء ستفتح المجال لتدخّل المركز الذي لا يزال يشتغل وفق المنوال التقليدي للإدارة القائمة على الهيمنة والمركزة، حتّى لفتة المركز اليتيمة تجاه قضيّة الكامور اعتبرها بعض المسكونين بثقافة المركزة إنذارا بتفكيك الدّولة، بل ذهب بعض المتحذلقين حدّ اعتبارها شكلا من إدارة التوحّش !
لذلك لا بدّ من إرساء تقاليد تفاوض وإدارة أهليّة محليّة لملفّات دواخل التّهميش والإهمال في انتظار منوال جديد يجسّد إرادة المؤسّسين بعد الثّورة لإرساء مؤسّسات الحكم المحلّي التي لديها مساحة واسعة لإدارة شؤون التنمية في مناطقها
ماذا ربح أهلنا الحوايا والمرازيق من إعلان العين السّخونة منطقة عسكريّة ؟ لماذا لم تعلن المنطقة " فانة احتجاج " من أجل فرضها كمنطقة ذات أولويّة في البرنامج التنمويّ وقطب استثمار وتحويلها من أرض بور متروكة إلى فيض خير يعمّ على أهل المنطقة؟ ماذا يعني التنازع على ملكيّة أرض مؤجّلة النّفع ؟ لماذا يترك المجال لتدخّل المركز بشكل ارتجالي يزيد من تكريس تهميش المنطقة وحرمانها من خيراتها ؟ أليس في المنطقة وبين أهاليها قوم راشدون يتوافقون على تقاسم الأعباء والمنافع لأرض خيرها يسع الجميع ؟
هذا درس لكلّ دواخل التّهميش من أجل نهضة المجتمع الأهلي ليأخذ زمام أمره في توحيد إرادته وكفاءاته وإبداع حلوله ومفاوضة المركز بشأنها.
بقلم: سامي براهم